ألا إن وجه الحق أبيض أبلج * فدونكم فالباطل اليوم لجلج
دعونا إلى رشد ففيم اباؤكم * دعاء الذي في الحق لا يتحرج
دعونا إلى حق من الله منزل * به أنبياء الله للناس أخرجوا
مشينا على الدرب الذي فيه قد مشو * فهل غيره للمسلم الحق منهج؟
مشى فيه إبراهيم من قبل أحمد * وموسى وعيسى والنبيون فادرجوا
لكل رسول شرعة قد أتى بها * كل ذى عقل إلى الحق يعرج
فقد جاء بالتوراة موسى ولم يكن * لمعشره إلاّ بما جاء مخرج
وبشر بالإنجيل عيسى بن مريم * فقام بما يسمو به الخلق يلهج
وقد كان وهو الروح في الارض نفحة الهية أنفاسها تتأرّج
ومن بعدهم جاء النبي محمد * أمين السماء ومن به الرسل توجوا
وجاء بدين جامع وشريعة * إليها بنو الإنسان في الأرض أحوج
وجاء بها كالشمس ساطعة بها * تضاء الشعاب المظلمات وتسرج
حوت صحف القرآن ما كان قبله * وما بعده يأتى إلى اليوم نخرج
ومن بعد هذا كله قد أتى به * فانواره في حرفه تتوهج
إلام دعوناكم؟ إلى روح شرعة * سماوية عنها بكم لا نعرج
إلام تلوّون الرءوس فهل لكم * سوى ما به جاءت من الضيق مخرج؟
وحتّام حتّام التّلاحى؟ هل بدا * لكم غير هذا المنهج الحق منهج؟
وفيم التأبّى والتّنائى عن الذي * إليكم أتى من ربكم والتلجلج؟
ألا أين أسماع تخاطب فيكم * وأين عقول حرّة لا تهرج؟
وأين نفوس بالمعارف قدست؟ * فما باطل فيها به الحق يمزج
متى يسمع الدّاعى إلى الله صوته * نفوسا بها الأهواء في الأرض تمزج؟
متى يستجيب المؤمنون بربهم * إلى دعوة فيها الفضائل تدرج؟
هلموا إلى الأصل القديم فإنه * نجاة لكم فيه من الإثم مخرج
هلموا إلى أفيائه فهو جنة * إليها لعمري المنتهى حين نعرج
هلموا لتحيوا بالجديد قديمكم * فما بسواه ضيق نفس يفرج
أظل زمان هزّ منّا نفوسنا * إليه هوى من جانب الغيب مزعج
أرى ومضة في الأفق لاح بريقها * بصرت بها أنوارها تتأجج
سيخرج باسم الله في الأرض قائم * فتستبشر الدنيا به حين يخرج
ويملؤها عدلا وأمنا ورحمة * ويجذبها نور إليه فتهزج
وقد بشر الهادى به أمة الهدى * فما مسلم إلاّ به قام يلهج
ويظهر روح الله عند ظهوره * فيملؤها طيبا شذاه المؤرج
وتمتد أسباب السماء فلا ترى * على الأرض إلاّ نورها يتبلج
سلام من الأعلى على الروح نوره * به حلل الإسلام في الأرض تنسج
هلموا إلينا واستجيبوا لدعوة * بها هام دعوات السلام تتوج