أبابكر إمام الأوفياء * صفي المصطفى في الأصفياء
ولو قد كان متخذا خليلا * لكنت فأنت أولى بالولاء
فقد صدقته نبأ عظيما * فلم تذهلك أنباء السماء
وقد أسلمته النفس ارتضاء * ولذت على جلائك بالخفاء
وما قدمت نفسك عنه ظنا * وقد قدمت نفسك للفداء
وقد ألجمت في شم المراقي * مطيتك الذلول عن الرياء
وتخفض عند سدرته جناحا * من الذل المسربل بالحياء
ويخشع كل صوت فيك حتى * يظن بك الفناء من الفناء
وتفنى فيه عن علم لتبقى * به من بعده ابقى بقاء
رأيت الله فيه فذبت فيه * فلم يحجبك عنه لدى التنائي
وقد آتاك فرقانا مبينا * فعاجلت العظائم بالمضاء
وما غيبت حضرته بشغل * وجئت صفاءه صرف الصفاء
وما خامرت خيرته بظن * وان جلت ملمات البلاء
وقد خلّفت خلفك كل شئ * وجئت وما لديك سوى الرجاء
تهاجر في معيته إليه * بصحبته إلى مرقى الإخاء
تحوم حوله عقلا شغوفا * وحولك قلبه جم الرضاء
وشغلك عنه محض انكسار * وشغلك بعده محض إقتداء
وحولك مار بحر الشك مورا * فما شابتك أوشاب المراء
ولاقاه الحبيب بدار انس * فآنسه بصوتك في اللقاء
وتأبى أن تكون له إماما * وأطوع ما تكون بذا الإباء
وتمشى في الورى ميتا فتحيا * قرير القلب مكشوف الغطاء
وبذلك نفسك المعطاء يجزى * بعلياء النفس من نفس العطاء
حفظت زمار هذا الحوض حتى * تساقته رياض الأولياء
فهم في سوح فضلك قد توالوا * وقد والوا وفاءك بالوفاء