خاتمة
إن نفس السالك في مجاهدتها تحتاج الى الراحة الحين بعد الحين.. ولكن أمر السلوك كله جد، والراحة فيه لا تعني، بحال من الأحوال، الغفلة، والاسترسال فيما يسترسل فيه الغافلون، من لهو الحديث.. وانما راحة نفس السالك ينبغي أن تكون من جنس عمله الجاد، الملتزم به، ولذلك فإن راحة السالك عندنا، كما كانت عند الصوفية، هي في الاستماع الى الانشاد الرفيع الذي تجد فيه النفس حاجتها الى التنويع، والاسترواح بلطائف المعاني، والكلمات التي تشحذ الهمة، وتحفزها الى مزيد من التشمير في العبادة والسلوك.
إن التراث الصوفي يحيا على يد الجمهوريين.. لأن بين الجمهوريين وبين الصوفية أرضا مشتركة.. هي احياء السنّة النبوية، فإن الصوفية كانوا هم "أنصار السنّة" الحقيقيين..
وكذلك الجمهوريون اليوم يحيون السنّة، ويدعون الى إحيائها.. ومن هنا فإن الجمهوريين يفهمون كلمات الصوفية، ويضيفون اليها، فإن من بين القصائد التي نقدمها قصائد لأخوان جمهوريين.. والجمهوريون بتقديمهم للقصائد العرفانية، وشرحها، إنما يبعثون التراث الصوفي، ويردون غربته، ويقيمون دولته التي طالما اشتاق لها العارفون، وتحدث عنها النابلسي قائلا:
هذه دولتنا قد حضرت دولة العز وكنز الفرح
إن إحياء الجمهوريين لتراث الصوفية، إنما هو في الحقيقة إحياء له في اللحم والدم، قبل أن يكون بنشر كلماته ومعارفه..
ولذلك فإننا لا نريد لهذا الانشاد الذي نقدمه للناس إلا أن يشدهم إلى تطبيق المنهاج النبوي في العبادة، وفي المعاملة، حتى تثمر عبادتهم وتحقق الغرض من ورائها وهو تهذيب النفس وطمأنينتها.
وبالله التوفيق
الأخوان الجمهوريون
ام درمان ص ب 1151 تلفون 56912