الثورة الثقافية
تعريف الثورة الثقافية عند الجمهوريين هو إلتقاء الفكر بالواقع.. ولقد كان نشاط الجمهوريين كله، ومنذ الأربعينات محاولات جادة في هذا المضمار.
كانت محاضرت الأستاذ محمود محمد طه التي يلقيها على الجمهور، في مدن السودان المختلفة وهي تبحث في حل القضايا العاجلة.. في السياسة والاجتماع، وهي أيضاً تعالج القضايا الأصولية في الدين في تطوير الشريعة مثلاً..
ثم كانت الندوات الداخلية.. وقد انتقلت هذه الندوات، وفي أيام الحكم العسكري (17 نوفمبر) إلى بيوت الإخوان الجمهوريين في المدن المختلفة.. ثم جاء التأليف على مستوى الكتب.. يقوم به الأستاذ محمود محمد طه.. ويقوم بتوزيع هذه الكتب الجمهوريون أنفسهم.
ثم يتبع ذلك نهج جديد في العمل وهو أسلوب المقابلات الخاصة، واللقاءات.. بغرض عرض الفكرة على من تتم معه المقابلة واللقاء، ومعرفة رأيه فيها.. فكانت اللقاءات بمشائخة الطرق على طول البلاد وعرضها.. وكانت اللقاءات بالفقهاء من رجال الدين..
ثم جاءت اللقاءات بالمثقفين، ثم اللقاءات بالطلبة في شكل ندوات..
مشروع لحل مشكلة الزواج
وقد خرج الجمهوريون للناس بمشروع خطوة نحو الزواج في الإسلام.. محاولة منهم في حل المشكلة الاجتماعية وهو مشروع تتم فيه الزيجة بمهر قدره جنيه وبلا تكاليف أخرى وتعطى فيه الزوجة حقوقا مساوية لحقوق زوجها.. ووراء ذلك كله، لفت الناس إلى دينهم، ومقدرته على حل مشاكلهم.. وتبع مشروع خطوة عديد من الزيجات الجمهورية والتي كانت خيراً وبركة على أصحابها، وقد كانت هذه الزيجات مثار انتباه واهتمام عند الناس..
الإنفتاح على الريف
ثم جاء دور الانفتاح على الريف.. انفتاح الجمهوريين على أهالي القرى.. مختلف القرى.. وعشراتها تحدث فيها الجمهوريون حديث القلب إلى القلب.. فاستمع لهم أهالي القرى وانفعلوا بأحاديثهم..
وجاء دور الحديث في المساجد.. وهو محاولة لأن تعود للمساجد هيبتها، ومكانتها، وقدسيتها، بدل هذا الذي يمارسه الوعاظ، من موت القلوب، وموت العقول..
المعارض
واستعمل الجمهوريون أيضا (الفن) في إشاعة الفكرة الجمهورية والدعوة لها.. فأقاموا المعارض التي تحتوي على لوحات تحمل بعض عبارت وفقرات من كتب الجمهوريين وقد كان للخط الجميل والتصميم الفني دور واضح في إبراز هذا العمل..
العمل الميداني
ثم جاء العمل الميداني بصورة أكبر حيث أن المؤتمرات أصبحت ميدانية، يلتقي فيها الجمهوريون بالشعب.. في الشارع وفي كل مكان.. يعرضون الفكرة، ويدور حولها النقاش..
المرأة والدعوة إلى الدين
وقد اشتركت الأخوات الجمهوريات في هذا العمل الميداني كداعيات للإسلام. ويمكن أن يقال أنه على طول التاريخ لم يتم للمرأة عمل من جنس هذا العمل الذي تمارسه الأخوات الجمهوريات في الدعوة إلى الإسلام، في العمل الميداني..
الإنشاد
وكذلك، وأخيراً، وليس آخراً.. استعمل الجمهوريون الإنشاد العرفاني باللحن والصوت الجميل التَّقِي من "مايكرفون الإذاعة" كما يفعل الأخ الجمهوري "عبد الكريم علي موسى" وأخوانه بأصواتهم التي تهز الوجدان.. ومن وراء هذا الصوت، وهذا اللحن المعاني الدالة على عمق الفكرة الجمهورية، وأصالتها، ونسبتها للإسلام..
المجتمع الجمهوري
المجتمع الجمهوري مجتمع صغير نموذجي داخل المجتمع السوداني الكبير، وهو مجتمع فريد، بنهجه الذي يعيش.. في تعاونه وتآخيه وتآزره في تفقده لبعضه البعض، وفي استشعاره ومعايشته، مشاكل بعض، في المناسبات جميعها.. في السراء والضراء..
الجمهوريون أتباع الطريق النبوي
الجمهوريون يتبعون طريق محمد صلى الله عليه وسلم، ويسلكون على نهجه، في سنته بل يجعلون تقليده، والاقتداء به همهم، وشاغلهم.. وعندهم أن محمداً صلى الله عليه وسلم، هو وسيلتهم إلى الله.. وليس وسيلة غيره موصلة وموسلة إلى الله.. ومن ثم فهو بينهم وبين الله..
الأخوات الجمهوريات
ومن بين الأخوان الجمهوريين، هناك الأخوات الجمهوريات.. وهن يسرن موازيات، وعلى حد سواء، للأخوان الجمهوريين.. فهن ملتزمات بنهج طريق محمد صلى الله عليه وسلم، في قيام الثلث الأخير من الليل، وفي السعي، لخدمة الناس، وفي الإلتزام بقيم الجمهوريين والإلتزام بسمتهم، في البساطة وعدم التكلف..
كما قلنا فإن في المجتمع الجمهوري يتلقى الأفراد الإرشاد والتوجيه، وتذليل مشاكل السلوك، من الأستاذ، ثم من يقوم مقامه من بعده من المسلّكين من الأخوان والأخوات.. التربية.. تربية كل فرد، ورعايته على حدة. هذا هو الشغل الشاغل للمجتمع الجمهوري "فكل فرد هو غاية في ذاته".. هذا المبدأ الذي نجده مثبتاً وموكّداً في كتب الجمهوريين، يجد العناية التامة والتطبيق الرشيد.. ولذلك فإن الندوات التي تقام والمؤتمرات التي تعقد كلها تستغل لمعالجة قضايا السلوك.
إن الجمهوريين يعنون بالكيف قبل الكم، وهم في سبيل ذلك عزفوا عن جمع الناس، أو كسب تأييدهم قبل أن يفهموا الفكرة ويقتنعوا بها، ويلتزموها..