عدم الصدق!! عدم الصدق!!
وبعد ان ارهب البيان المسئولين والقضاة والمثقفين بتلك الصورة المزرية جاء ليخاطب العلماء فقالوا: -
متّفكر ثم يخاطب الله تعالى أهل العمل خطابا قويا ترتعد له كل مفاصل الإنسان فيقول جلّ شأنه ((وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه لناس ولا تكتمونه)) فهذه الآية كالسيف في رقاب أهل العلم لأن اللام فيها لام قسم وهي جواب للقسم الذي ينبئ عنه الميثاق وهي – متضمنة للأمر بالبيان كأنه قيل لهم بالله لتبيننه للناس. وقد سبق أن بيّنا في مذكرتنا التي رفعناها للمسئولين بتاريخ 2 محرم 1396 هـ الموافق 3/1/1976 بيّنا أن الشريعة الإسلامية تقضي بوجوب قتله في الحال كفائيا كالصلاة على الجنازة وكالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر – تعتبر الشريعة دمه هدرا أي لا شيء على قاتله شرعا وذلك حفاظا على الإسلام
انتهى..
ان عدم الصدق لدى هؤلاء "العلماء" يفوق سوء الظن العريض.. فإذا كان هؤلاء "العلماء" يعتقدون ان قتل الجمهوريين فيه حفاظ على الإسلام، فلماذا لا يقومون هم بهذا العمل؟؟ الاّ يريدون الحفاظ على الإسلام؟؟ لماذا يجعلون هذا الشرف يفوتهم، ويذهب لغيرهم؟؟ وإذا كان هؤلاء "العلماء" يعتبرون قتل الجمهوريين فرض كفاية، مثل صلاة الجنازة، فهل ترك "العلماء" صلاة الجنازة للشعب، واكتفوا بمجرد التحريض عليها، ام انهم يتسابقون على إمامة الناس في صلاة الجنازة، ويحبون، دائما، ان يتقدموا لصلاة الجنازة، بل ان بعضهم ليصّر على ذلك إصرارا يذهب بكل وقار؟؟
ليسأل هذا الشعب هؤلاء "العلماء" وهم قد زاد عددهم عن الخمسين عن عدم قيامهم هم بهذا الفرض الكفائي المزعوم!! بل عن عدم تقدمهم للشعب في هذا الفرض، تماما كما يفعلون في صلاة الجنازة!! هل تريدون الحق؟؟ ان هؤلاء "العلماء" انما يريدون ان يغرروا ببسطاء الناس ممّن يظنونهم علماء حتى يقدموا على عمل طائش يخدم غرضهم هم المريض من غير ان يتحملوا هم المسئولية القانونية المترتبة عليه.. فينبغي الاّ يخدع فيهم أحد بعد أن مكّنوا من أنفسهم، وبعد ان احكموا الحبل حول اعناقهم.. ينبغي الاّ يخدع بهم أحد بعد اليوم.. فإنه قد روى أن النبي الكريم قد قال يوما لابن عمر:
((دينك!! دينك!! يا أبن عمر!! ولا يغرنك ما كان مني لأبويك!! خذ ممن استقاموا، ولا تأخذ دينك ممن قالوا
))..
ان هؤلاء "العلماء" الذين يتحدثون عن الميثاق الذي أمرهم الله فيه بالبيان للناس فات عليهم ان يسألوا أنفسهم هل تبينوا هم أولا، قبل أن يبينوا للناس؟؟ هل أطاعوا الله تعالى في الآية الكريمة:
((يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
))؟؟
ان تجاربنا العديدة دلت على ان هؤلاء "العلماء" لم يطلعوا على آرائنا، ولم يتبنوها.. ونحن لا نجد الآن، ضرورة للرد على اتهاماتهم لنا، والتي وردت في هذا البيان، لأن كل هذه المزاعم قد جاء الرد عليها في كتبنا الأربعة التي أشرنا اليها آنفا..
ان هؤلاء "العلماء" لم يخالفوا الشريعة بأفعالهم فحسب، وإنما بأقوالهم أيضا.. بل انهم لعلى استعداد تام للتنازل عن احكامها.. اسمعهم يقولون في بيانهم هذا: -
((وبما أن الشريعة الاسلامية لم تطبق قوانينها فإننا نطالب بسجنه سجنا مؤبدا، ابعادا له عن الجماهير لئلا يضّلهم ويفسد عليهم دينهم
))!!
انه لمن حق شعبنا الصابر ان يسأل هؤلاء "العلماء" لماذا يقترحون على المسئولين "السجن المؤيد"، وهو حكم يخالف ما أنزل الله في عقاب المرتد؟؟ لماذا ينصحون الحاكم بالباطل؟؟ لماذا يشيرون عليه بغير ما أنزل الله؟؟ ألم يسمع هؤلاء "العلماء" للآية الكريمة:
((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون
))؟؟
وإذا كان هؤلاء "العلماء" جادين في دعوتهم للشريعة لماذا لا يصرون على المطالبة بتنفيذ حكم المرتدين بدلا عن دفع الحاكم الى التخلي عن الشريعة.. لماذا لا ينصحون الحاكم بتطبيق الشريعة؟؟ أليس هذا من واجبهم أيضا؟؟
اننا نحب ان نخلص من كل هذا الى ان الأمر ليس امر دين، وانما هو أمر استغلال الدين لتحقيق المطامع الفانية في حب الدنيا، وفي حب السلطة..