بسم الله الرحمن الرحيم
(كلما اوقدوا نارا للحرب أطفأها الله)
صدق الله العظيم
مقدمة الطبعة الثانية
هذا الكتاب الذي يجري في طبعته الثانية، إنما هو في مواجهة من أسموا أنفسهم "علماء السودان" الذين احترفوا الكيد الرخيص لأفكارنا والكذب الصريح عليها.. ونحن اذ نتتبع كشف أكاذبيهم وتبيان حقيقتهم لأفراد الشعب، لا ننطلق من تشف ولا ضغن، ولا ندفع عما أصابنا في أعراضنا، وفى أنفسنا، من إساءة، وأذى بليغ، وإنما نهدف الى فتح الطريق أمام البعث الإسلامي الجديد، الذي يقفون بجهالاتهم، لتعويق مساره.. ونهدف أيضا الى تصحيح أمرهم، عند أنفسهم، فهم قوم قد تكبروا، واستعلوا بما ظنوا في أنفسهم العلم.. فوجب أن يقال لهم، لمصلحتهم هم أنفسهم "في أنفسهم قولا بليغا.." وفي الحق إنهم مكان عطفنا، لأنهم ضحايا تعليم خاطىء، وتربية خاطئة، ونحن حريصون على إخراجهم من هذا الوحل، الذي تردوا فيه بالمعارضة، الجاهلة، غير الأمينة، لدعوة الحق..
وهم إنما يحاربون طواحين الهواء، يحاربون أوهاما، وأكاذيب، وتخريجات من عند أنفسهم، ظنوها أفكارنا، وما هي بذاك، ومن فضل الله علينا أنهم تجمعوا لمعارضتنا، وحشدوا جهودهم في مناهضة دعوتنا، بعد فوات الأوان عليهم، وبعد أن انتشر أمر هذه الدعوة الصادقة، وتأسست وبنت جذورا عميقة في أرض الناس، واستطاعت أن تكوّن مجتمعا جديدا داخل المجتمع السوداني، من رجال ونساء يدعون الى الله بلسان حالهم ومقالهم، هم حجّة هذه الدعوة البيّنة التي تتحطم عندها أباطيل، وأكاذيب، المفترين..
ومما يسّر كشفهم للناس، أنهم دائما خفاف الأحلام، لا يتعمقون حديثنا، ولا يدرسون تفاصيله، ولا يؤسسون قضاياهم الاّ على التشويه، والأكاذيب، مما أوهن عودهم فهم يحاصرون بأقل مجهود، ويفضح باطلهم بأقرب سبيل..
إن هذه الدعوة التي يتألبون عليها، ويتآمرون ضدها، ما هي الاّ دعوة طريق محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، هي دعوة الى السنّة، ولقد ورد فيها في كتابنا "طريق محمد" ما يلي:
((إن محمدا هو الوسيلة إلى الله وليس غيره وسيلة منذ اليوم - فمن كان يبتغي الوسيلة التي توسله وتوصله إليه، ولا تحجبه عنه أو تنقطع به دونه، فليترك كل عبادة هو عليها اليوم وليقلد محمدا، في أسلوب عبادته وفيما يطيق من أسلوب عادته، تقليدا واعيا، وليطمئن حين يفعل ذلك، أنه أسلم نفسه لقيادة نفس هادية ومهتدية..))
هذه هي دعوتنا الى طريق محمد – الى السنة النبوية – الى الجانب العلمي من الدين الذي مارسه النبي الكريم.. فهل يطمئن رجل واع لمعارضتها بدون تمعّن، ولا دراسة، ولا تأن، كما يفعل اليوم من يسمون "بعلماء السودان"؟!