إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

أصول الإسلام وفروعه

الزكاة ذات المقادير ليست أصلاً


الآية البتقوم عليها الزكاة ذات المقادير هي: ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، وصل عليهم، إن صلاتك سكن لهم)).. وهي تسمح بأن يملك الإنسان النصاب، ثم يحول عليه الحول، فيطلّع العشر، أو نصف العشر، أو ربع العشر.. الزكاة في المستوى دا فرع، وهي ما جعلت ركن تعبدي في حق الأمة إلا لأن الناس ما طاقوا أكثر منها.. والأصل الآية: ((يسألونك ماذا ينفـقون قل العفو)) لأنو قام عليها عمل النبي – فكان ينفـق كل ما زاد عن حاجته، ودا معنى العفو – ولأنها أقرب للتوحيد، ففي آية الزكاة الصغرى سمي المال مالهم، في حين أنو في أصل التوحيد المال مال الله ((وآتوهم من مال الله الذي آتاكم)).

عدم المساواة بين الرجال والنساء ليس أصلاً


التشاريع القايمة على عدم المساواة بين الرجال والنساء في الإسلام ليست أصلاً، وإنما هي تشاريع فروع، إقتضاها حكم الوقت، الكانت فيه المرأة خارجة من جاهلية، ما عندها فيها حق الحياة – كانت توأد – وما كان ممكن ولا من الحكمة أنو الإسلام في المستوى دا يساويها بالرجل بجرة قلم، وهي حسب ظروف وقتها، وما استعدت للمساواة دي، وما استحقتها، ومجتمعها ما استعد ليها.. ولذلك زي ما جُعل النبي الكريم وصي على الأمة، وجعل المؤمنون أوصياء على غير المؤمنين، جعل الرجال أوصياء على النساء.. لكن دا مش الأصل، دا تشريع المرحلة، والأصل هو المساواة التامة بين الرجال والنساء.. ونحن قبيل قلنا إنو قمة الأصول التكليف الفردي.. ففي الأصل الكبير دا تلتمس المساواة بين الرجال والنساء، ففي المسئولية أمام الله المرأة والرجل متساويين.. وفي ذلك قال تعالى: ((ولا تزر وازرة وزر أخرى، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى..)).. وقال: ((كل نفس بما كسبت رهينة)).
ففي المسئولية أمام الله الرجل والمرأة على قدم المساواة، ودا الأصل، وما جا التفاضل، الفيهو الرجل أصبح وصي على المرأة، وليهو حقوق أكتر منها في التشريع، إلا لظروف المرحلة الكانت فيها المرأة دون مستوى الرجل في الرشد.. ومن هنا جات قوامة الرجال على النساء، وجعلت المرأة على النصف من الرجل في الشهادة، وعلى الربع منه في الزواج، والطلاق بيد الرجل إلى آخر بقية الحقوق.. وكل هذه التشاريع مرحلية، اقتضاها حكم الوقت.. والأصل هو المساواة التامة بين النساء والرجال كما هو الحال في المسئولية أمام الله.. ويمكن أن نضرب بعض الأمثلة لمسألة الأصول والفروع بالنسبة لموضوع المرأة، يمكن القياس عليها..