مقدمة الطبعة الثانية
هذا كتاب خرجت الطبعة الأولى منه في مارس عام 1960م، وكان الناس يومئذ تحت وطأة
((حكم العساكر
)) لا أحوجهم الله إلى ذكـراه بالخير، وقشع الله، عن أمم الأرض التي لا تزل بأمثاله مرزوءة، سحابة ظلمته وجهله..
ولقد خرج هذا الكتاب عقيب حادث فصل الطلبة الجمهوريين الثلاثة من المعهد العلمي، وما صحب ذلك الفصل من تشويه شديد للفكرة الجمهورية.. ولقد حاولنا تصحيح ذلك التشويه فلم يتيسر لنا النشر، ولقد منعنا المحاضرات في الأندية، وفي دور العلم المختلفة..
خرج هذا الكتاب في طبعته الأولى مركزا، شديد التركيز، مضغوطا، كأشد ما يكون الضغط، ومع ذلك، فهو الكتاب
((الأم
)) بالنسبة للحزب الجمهوري.. فيه كل ما نريد أن نقول عن الإسلام، فلم يبق أمر مستأنف، إلا أن يكون زيادة شرح، وزيادة توسيع لما جاء فيه موجزاً..
والآن، وقد نفدت الطبعة الأولى، منذ زمن بعيد، فإنا ندفع بالكتاب إلى المطبعة لنخرج الطبعة الثانية، من غير أن نجري فيها تعديلا.. اللهم إلا إدخال العناوين الفرعية عليه، لتكون للقارئ متوكأ، يعينه على حسن متابعة معانيه الدقاق، من غير إملال، ولا سأم..
والله، وحـده، المسئـول أن يجعـل هـذا الكتـاب بشيـرا بعـودة الإسلام، وعمـدة لعـودته.. إنه سميع مجيب..