الأستاذ محمود محمد طه يناقش الشاهد
الأستاذ: أنا شايف إنك إنت فعلاً مشغول بالهجوم على الدعوة الجمهورية.. في رأينا أنو المسلمين ليسوا على شيء من الاسلام إلا قشوره – هل توافق؟
الشاهد: ما بوافق طبعاً ده رأيك إنت.
الأستاذ: طيب يا شيخ محمد الحسن إنت إمام مسجد وبصلو خلفك الناس هل بترى أنو الناس مستفيدين بصلاتم في السوق والمنزل والمكتب. ولاَّ بترى أنو في اخلاقيات منافية لروح الدين؟
الشاهد: كيف يعني إستفادوا؟
الأستاذ: هل استفادوا وأخلاقم أخلاق إسلام في السوق وفي الشارع وفي المدرسة؟
الشاهد: إستفادوا من هذه الصلوات. اما إذا إنت عايز تمنع المنكر تجده كان في زمن الرسول موجود والمنكر لا ينتهي في مجتمع من المجتمعات. لكن بقل. إذا إلتزموا الناس بالشريعة المنكر بقل وما نقرر ونقول الناس تركوا الدين بالكل.
الأستاذ: يا شخ محمد الحسن هل الناس. هل المسلمين في المستوى الما محتاجين لأن يعود فيهم الدين؟ وأن الدين فيهم ولا الدين غايب؟ هل مستوى اخلاق الناس في المستوى اللي فيهو الدين بخير؟
الشاهد: الاسلام ما غايب والمسلمين تركوا شيئاً منه وهم الآن في مرحلة المعصية وهذا لا يمنعنا من أن نؤمل في عودة الدين ويجوز أن يرجعوا في يوم إلى الله – كل ابن آدم خطاء.
الأستاذ: نحن بنعمل للعودة وما في يأس ولكن المفارقة قايمة حتى يصح القول بأن المسلمين على قدر كبير من المفارقة بل ليسوا على شيء من الاسلام. إلا قشور؟
الشاهد: ما بصح أن تقول المفارقة لأن النبي قال الخير موجود في أمتي إلى يوم القيامة، فهم بخير يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. وإن كان في أشياء هناك يرتكبونها والشك والمعصية.
الأستاذ: ما دام جيت للأحاديث أسمع الحديث ده: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كتداعي الأكلة على القصعة قالوا: أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل لا يبالي الله بكم" وحديث آخر "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍ خربٍ لدخلتموه. قالوا: أ اليهود والنصارى؟ يا رسول الله. قال: فمن؟"
آيه رأيك فيمن يقول ليك الحديثين ديل منطبقين على الناس اليوم؟
الشاهد: ده من معجزات الرسول ما في شك أنو دينهم ما بكون قوي زي زمان. ومخاطبة الرسول ليهم، بتدل على أنهم مؤمنين، ما جردهم ما نفى عنهم الايمان ولا الاسلام.
القاضي: "موجهاً الحديث للأستاذ" دي إجابة؟
الأستاذ: لا.
الأستاذ: يكرر السؤال. هل معنى الحديث دا الخطوات المشوها اليهود والنصارى عن دينهم نحن نمشيها؟
الشاهد: المراد أنو زي ما اليهود والنصارى وقعوا في المعصية، إنتو كمان حتقعوا في المعصية.
الأستاذ: من معصية اليهود والنصارى أنهم يمشوا لمكان العبادة ويعبدوا في الكنيسة ولما يخرجوا للسوق هم وشطارتهم. هل الحالة دي نحن ما عليها؟ هل الحالة دي مش دنيانا الليلة؟ نمشي نصلي في الجامع ونخرج للسوق ونعمل بالغش والربا؟
الشاهد: أبداً نحن ما في شك ما بنعمل كدا لأنو نحن عندنا الحلال بين والحرام بين.
الأستاذ: "يعيد السؤال"
القاضي: هل الغالبية على الشريعة؟
الشاهد: نعم والمعصية ما بتخلو في كل زمان ومكان.
الأستاذ: إذا 20 % أو 30 % معليش. لكن هل في جملة الحالة معاملتنا ما إسلامية؟
الشاهد: الغالبية ماشة بالشريعة. الخير موجود.
الأستاذ: في حديث يا شيخ محمد الحسن "بدأ الاسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء. قالوا: من الغرباء يا رسول الله؟ قال الذين يحيون سنتي بعد إندثارها" هل سمعت بالحديث ده
الشاهد: أيوه سمعت بالحديث.
الأستاذ: هل من غرابة الإسلام البيعود بيها – هل من غرابتو أن يكون ماهو معاش؟
الشاهد: من غرابة الاسلام ألا يكون كما كان في عصر اكتماله في عصر الرسول تجرفه التيارات ذات اليمين وذات الشمال. الغرابة انو. بعد ما بدأ ضعيف يصبح زي ما بدأ.
الأستاذ: يعني باختصار، أن يكون ماهو معاش ما بطبقوه؟
الشاهد: نحن بنطبقوا، نصلي ونصوم.
الأستاذ: هل من غرابتو أن يكون ما معاش؟
الشاهد: في فترات من تاريخ المسلمين إذا ما طُبق ما نقدر نقول ما في اسلام. نحن كأفراد نطبق الاسلام.
القاضي: هو ما سألك كأفراد. إذا الاسلام ما معاش، ممكن نقول غريب؟
الشاهد: ممكن نقول غريب.
الأستاذ: يا شيخ محمد الحسن أنا بقول أنو هزيمتنا نحن بالصورة دي في الشرق الأوسط دليل على أنو نحن إيماننا ضعيف ومانا مؤمنين وربنا يقول:
((إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
)) ويقول:
((وكان حقاً علينا نصر المؤمنين
)) ويقول:
((ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً
)) ونحن انهزمنا ثلاثة مرات. هل ده ما دليل على أننا ما مؤمنين؟ هل ما بتعتقد دا دليل على أننا فارقنا الاسلام؟
الشاهد: الكلام دا موجه للمسئولين لأننا نحن كمسلمين مطبقين للإسلام لكن الحكام ما مطبقين للإسلام وبالمعصية قابلوا العدو – وهذا ما جعل يهود موسى، يهزموا أنصار محمد – دا يرجع لنظم الحكم. وهذا لا ينفي أنو في مسلمين مؤمنين. الحكام ما حكموا بما أنزل الله.. مسألة الهزيمة ترجع للسلطة السياسية وليس للشعب. ما جابوا الاسلام في القضية.
الأستاذ: آيه رأيك في "كيفما تكونوا يولى عليكم"؟
الشاهد: ده تحذير من الرسول لنصلح حالنا حتى أنو ربنا ما يسلط علينا من لا يكون من المسلمين!
الأستاذ: هل ده ما معناه أنو حكامكم مفارقين لأنكم انتو مفارقين؟
الشاهد: كل ما يكون المسلمين بعيدين من الدين ومن الشريعة ربنا يرسل ليهم المصائب. من ضمنها الحكام.
الأستاذ: هل ده وفاق مع قولي بأنو المسلمين بعيدين عن الاسلام؟
الشاهد: هم مسلمين عصاة. عاصين يعني.
الأستاذ: كأنك بتجاوب على ما تفترضو في ذهني أنا؟ إنت كشاهد بتوجه لينا تهمة ومن اجل ده نحن بنكشف ليك صدقك وحقيقة مفارقتك.
الأستاذ: هل في فرق بين السنة والشريعة؟
الشاهد: ما في فرق بين السنة والشريعة. والسنة مصدر من مصادر الشريعة. وما هي كل الشريعة.
الأستاذ: أكبر الشريعة ولاَّ السنة؟
الشاهد: الشريعة هي الشرع ولاَّ الاحكام البنعبد بيها الله سواء اكان كتاب، أو سنة مبينة.
القاضي: في لب الجواب أنو السنة جزء من الشريعة؟
الشاهد: نعم.
الأستاذ: يعني أقل من الشريعة؟
الشاهد: جزء مش أقل.
الأستاذ: لو في واحد قال ليك انو الفرق بين السنة والشريعة بأن الشريعة للنبي والعامة والسنة زيادة على الشريعة وتخص النبي. رأيك شنو؟
الشاهد: ده رأي خطأ.
الأستاذ: يا شيخ محمد الحسن لنضرب مثل: الشريعة هي الصلوات الخمسة للأمة كلها في اليوم والليلة. والسنة: الشريعة دي زايدة في حقو صلات التلت – قيام الليل – هل الكلام ده صحيح؟
الشاهد: الصاح أن هذه الصلوات الخمسة هي الواجب – هذه من أركان الاسلام وأنا قلت الشريعة هي كتاب وسنة.
الأستاذ: الشريعة هي عمل النبي كرسول. النبي كرسول للأمة، مبلغها الشريعة اللي هي ملزمة بيها. هو في خاصة نفسو كنبي عندو عمل زيادة على ما تعملوا الأمة. ضربت ليك مثل بتهجده في صلاة الليل.
الشاهد: ما دام ربنا كلفو كل ده يدخل في خصوصياتو قيام الليل شريعة في حق النبي.
الأستاذ: لو قلت الشريعة في خاصية النبي شريعة وزيادة هل ده صحيح؟
الشاهد: هذا التعريف نجيبوا من علماء الشريعة – العلماء درسوا وبينوا في أحكام أوجبها الله وبينها الرسول. إذا جبت حاجة من عندك ما تلزم بيها المسلمين.
الأستاذ: "يعيد السؤال"
الشاهد: ما تقول شريعة وزيادة. تقول اختص بيها الرسول.
القاضي: هل الخاصيات للرسول برضها شريعة؟
الشاهد: خاصة للرسول.
القاضي: حكمها شنو؟
الشاهد: صلات الليل واجبة في حق الرسول.
الأستاذ: هو في الصيام سنتو كان يواصل الصيام، ما بصوم من الفجر للمغيب ويفطر، بصوم تلاتة أيام متواصلة وينهي الأصحاب عن المواصلة
((إني لست كأحدكم. إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني
)).. آيه رأيك في الخصوصية دي؟ هل الخصوصية دي اقتضت ليهو شريعة معينة ولاَّ هي الشريعة؟
الشاهد: من خصوصيات الرسول.
الأستاذ: هل خصوصيات الرسول فيها زيادة على الشريعة المفروضة على الأمة. لو قلنا الشريعة للأمة والسنة للنبي. هل توافق على الكلام ده؟
الشاهد: كون الرسول نهى الصحابة عن مواصلة الصيام وقال اني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني هذه من خصوصيات الرسول وليست من الشريعة.
الأستاذ: هل خصوصيات النبي فيها زيادة على الشريعة المفروضة على الأمة؟
الشاهد: ما في شك. قيام الليل في حق المسلمين سنة وفي حق الرسول واجب.
الأستاذ: إذا واحد داعي لعودة الاسلام ويقول إنو الاسلام ما بعود إلا ببعث السنة، وهي عمل النبي في خاصة نفسه. هل توافق؟
الشاهد: نحن المسلمين ما مسئولين من خصوصيات الرسول. أما التكاليف الفي الشريعة دي هي المسئولين منها المسلمين.
الأستاذ: إذا كان ربنا قال:
((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
)) هل ما بتفتكر إن كنا عاوزين ندخل في محبة الله. نتبع الحاجات الكانت خصوصية للنبي؟
الشاهد: طبعاً الرسول وضح الأشياء النحن نعملها وأما الخصوصيات نحن ما مكلفين بيها والرسول في شخصه نحن ما مكلفين بيهو.
الأستاذ: هل خصوصية الرسول جُعلت لتتبع ولاَّ جُعلت لتنقطع الصلة بينَّا وبينو؟
الشاهد: ما جعلت لتتبع والدليل انو المسلمين ما قالوا أنو صلاة التراويح واجبة، بل تقرب وزلفى إلى الله. وانهم ما بصوموا ثلاثة أيام زي ما كان الرسول.
الأستاذ: يا شيخ محمد الحسن لما قال
((الذين يحيون سنتي بعد إندثارها
)) في الحديث.. تفتكر سنتو البيحيوها شنو؟
الشاهد: الاحكام التي شرعت والتي أمر بيها الرسول صلى الله عليه وسلم.
الأستاذ: آيه غرابة الاسلام البعود بيها شكلها كيف؟
الشاهد: أنا قلت أن المسلمين في البداية كانوا ضعيفين وقبل وفاة الرسول كانوا في القمة، وبعد وفاة الرسول أصبحوا ضعيفين.
الكتاب القادم: الأستاذ محمود محمد طه يواصل مناقشة شاهد الاتهام الثاني