الشيخ المطيعي عنصر من عناصر الهوس الوافدة:
نحن لا نتجنى على الشيخ المطيعي في هذا الاتهام، وإنما نحن نستقي هذا الاتهام من خلفيته السياسية، والدينية، المشبوهة، المرتبطة بعناصر الهوس الديني في مصر، ثم من خطبه، وأحاديثه من "مسجد التقوى"، ومن التلفزيون، والتي تنضح بالدعوة إلى الهوس والفتنة.. وذلك كما تدل عليه الشواهد الواضحة، وقرائن الأحوال القوية، فيما يلي:
1. الشيخ المطيعي، باعترافه هو نفسه، في خطبة الجمعة بمسجد التقوى يوم 15ـ4ـ1983، كان إمام "الزاوية الحمراء" التي راح ضحية الصراع الدامي فيها 17 قتيلا، ثمانية من المسلمين، وتسعة من المسيحيين (من خطاب الرئيس السادات "الأيام" 7ـ9ـ1981) وذلك بقوله: (إن المسيحيين متعصبون دائما، وأنا إمام الزاوية الحمراء التي انفجرت منها كل المسائل التي تعرفونها، وكنت قد نصحت المسلمين بمقاطعة المسيحيين، نصحتهم بذلك حتى لا يؤدي تعاملهم معهم للإحتكاك والاشتباك، ولكن لم يسمعوا نصيحتي فتداخلوا معهم في التعامل مما أدى إلى الاحتكاك والاشتباك وحدوث كل ما حدث..) انتهى حديث الشيخ وذلك حسب رواية أخينا الذي حضر تلك الصلاة.. ألا تكفي الدعوة إلى هذه المقاطعة بين مواطني بلدة واحدة لخلق جو من التوتر بينهم يؤدي إلى الفتنة في أي وقت؟؟ ولماذا لم يدع المواطنين المسلمين إلى التصالح والاسماح مع المواطنين المسيحيين في هذه البلدة، مما يمليه عليه واجبه الديني، والوطني وهو في موقع قيادي بالنسبة للمسلمين؟؟ ثم إن عمل المطيعي المتصاعد، المنظم من هذا المسجد "مسجد التقوى" ومن التلفزيون، في إثارة الفتنة الدينية، وهو منتدب في عمل بالسودان فحسب، كاف للدلالة على أنه يقوم بدور رئيسي في الفتنة الدينية، في بلاده، لا سيما وهو يحمل ذلك الرأي السيء عن المسيحيين، ويتولى الإمامة في تلك "الزاوية" في بلدة مشحونة بالتوتر بين الطائفتين، وفي ظل موجة من الهوس الديني العام تجتاح مصر، وتخطط لقلب نظام الحكم، وقد رأينا دور المساجد، وأئمتها في تلك الأحداث التي أدت إلى اغتيال السادات!! أليست هذه الخلفية، وحدها، كافية لتعامله أجهزة الأمن كمشبوه يخضع للرقابة حتى ولو لم يقم بنشاط ملحوظ في إثارة الفتنة؟؟ أليس من التفريط في المسئولية الأمنية أن يقوم هذا الشيخ، وهو بهذه الخلفية السياسية والدينية بنشاط هدّام في نفس اتجاه الفتنة الدينية من مسجد تنسب رعايته إلى رئيس جهاز أمن الدولة، وهو مسجد كان ينبغي أن يتميز عن المساجد الأخرى بحساسية أمنية زائدة؟؟ ثم أليس إمعانا في التفريط في المسئولية الأمنية أن يجد نشاط هذا الشيخ جواز المرور من المسجد إلى أجهزة الإعلام، ليدخل كل بيت؟؟
2. وقام الشيخ المطيعي، في نفس تلك الخطبة، من نفس ذلك المسجد، وبالفعل، بالدعوة إلى إثارة الفتنة بين الشماليين والجنوبيين!! فقد تحدث أحد أبناء الإقليم الجنوبي في ذلك الوقت عن وضع الجنوبيين المسلمين بالإقليم، وأشار إلى أن المسلمين بالشمال لا يقدمون شيئا لإخوانهم المسلمين في الجنوب، وإلى أن الجنوبيين المسيحيين يعاكسون الجنوبيين المسلمين في الحياة العامة، فهم يضيقون عليهم فرص التعليم والعمل، ويتهكمون من الأسماء العربية كعبد الله ومحمد!! فعقّب الشيخ المطيعي على حديث هذا المواطن، فأكد ضرورة مد يد العون للمسلمين بالجنوب، وقال: يمكن إيواء أطفالهم في الشمال لتعليمهم اللغة العربية والاسلام، ويجب أن يكون هناك اهتمام بهم في إقليمهم حتى لا يتمكن المسيحيون من معاكستهم، وقد أشار إلى الإسلام دين تسامح، وأن المسلمين متسامحون ونزيهون، ولكن المسيحيين متعصبون لبعضهم، معاكسون للمسلمين، وضرب عدة أمثلة لذلك، منها أنه وجد معاكسة، هو وابنته، من موظف مسيحي بالسودان في استرجاع قيمة تذاكر سفر!! ثم ذهب يذكر صلته بأحداث "الزاوية الحمراء" بمصر، والتي وقع فيها الاشتباك الدامي بين المسلمين والمسيحيين!! أليست هذه دعوة صريحة للفتنة الدينية بين الشماليين والجنوبيين، بل بين أبناء الإقليم الجنوبي أنفسهم؟؟ أليست هذه دعوة صريحة لإثارة الكراهية بين المواطنين السودانيين بسبب اختلاف العقيدة؟؟ ثم أليس هذا تدخلا سافرا من هذا الأجنبي في الشئون الداخلية للبلاد، وفي أكثرها حساسية، وارتباطا بالوحدة الوطنية؟؟ إن هذا الشيخ يسعى لنقل بذور الفتنة الدينية من مصر إلى بلادنا التي عرفت، على طول المدى، بالإسماح الديني، والمساواة الطبيعية في حقوق المواطنة، والتعايش الطيب بين المواطنين على اختلاف أديانهم ومذهبياتهم!! مهما كانت صحة حديث هذا المواطن من الإقليم الجنوبي، ومهما كانت بواعثه، فليس من حق هذا الشيخ أن يتدخل في هذا الأمر الداخلي البحت، ناهيك عن أن يقر هذا المواطن على حديثه، أو يذهب في استغلاله لإثارة الفتنة الدينية!! لقد كان هذا الموقف، وحده، كافيا، لأن يخضع هذا الشيخ لأشد المؤاخذة من الأجهزة الأمنية، خاصة أن دعوته إلى الفتنة الدينية قد انطلقت من مسجد له هذه العلاقة بالنائب الأول لرأس الدولة، ورئيس جهاز أمن الدولة.. أليس التفريط في اتخاذ إجراء فوري، وحاسم ضد هذا الشيخ تفريطا في أمن البلاد الداخلي ووحدتها الوطنية؟؟ ولكن هذا التفريط قد تمادى إلى حد إعطائه الحرية الكاملة لمخاطبة الشعب من أجهزة الإعلام التي تصل إلى كل أقاليم السودان.. لكأن حديثه من هذا المسجد قد اكتسب الشرعية، والرضا الضمني من السلطة!! انظر كيف تستظل دعوة الفتنة والهوس بمسئولينا السياسيين، والأمنيين والإعلاميين
3. وقام الشيخ المطيعي، في حديثه من التلفزيون السوداني، يوم 1983/4/12 بأسوأ صور النيل والتحقير، وذلك لأكابر الصوفية، كابن عربي والجيلي، موردا من أبيات للشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي قوله:-
لقد صار قلبي قابلا كل صورة * فمرعى لغزلان وديرا لرهبان
وبيتا لأوثان وكعبة طائف * وألواح توراة ومصحف قرآن
قصّر عن فهم معانيها السامقة، فراح يشنّع بهذا القطب الرباني الكبير، في سخرية لا تليق قط بمن له أدنى مسكة من دين، وذلك بقوله (معنى هذا أنه صار مزبلة) يعني قلبه!! وذهب في تكفير ابن عربي بقوله (وإذا كان القلب مهيئا لنقل هذه الصور الخبيثة كلها كان هو الشرك بعينه، وكان هو الكفر بعينه) انتهى. أليس هذا هو اتجاه الجماعات الإسلامية المتطرفة في مصر لتكفير الصوفية، وحرق أضرحة الأولياء؟؟ ثم ذهب المطيعي يفرّق بين هؤلاء الأكابر من الصوفية وبين "التصوف الحق"، على حد زعمه، وهو يعلم أن محي الدين ابن عربي هو الشيخ الأكبر بالنسبة لسائر الطرق الصوفية، وله مكانة خاصة عند متصوفة السودان، حتى لقد قال السيد الحسن الميرغني: (والله ولاية لابن عربي تمسّخ على الناس ولاياتهم)، وهذا النيل، وهذا التحقير لهؤلاء الأكابر من الصوفية إنما هو، في الحقيقة نيل وتحقير لأعز الموروثات الروحية لهذا الشعب، فإن الإسلام لم يدخل بلادنا إلا عن طريق الطرق الصوفية، وقد حفظ الميراث الصوفي على هذا الشعب دينه وخلقه، وأعطاه طبيعته المتميزة بالإسماح الديني، والتطلع إلى المعرفة الدينية.. وما من سوداني أصيل إلا وينطوي صدره على تقديس الأولياء، والعرفان بفضلهم، والاقرار بكراماتهم، والتعلق بشمائلهم.. أليس تحقير هذا الشيخ لموروثاتنا المقدسة كافيا لحرمانه من شرف العيش بيننا؟؟ ولكن المسئولين الأمنيين يفتحون أمام هذا الشيخ فرص التعبير الكامل عن هذا التحقير في أجهزة إعلامنا!!
4. ويقول الشيخ المطيعي في خطبته "بمسجد التقوى" يوم الجمعة 15ـ4ـ1983: (يقولون لك ـ يعني الجمهوريين ـ ناظرونا، لكن المرتد لا يناظر، وإنما يستتاب ثلاثة أيام فقط، فإن تاب فيها، وإلا قتل) انتهى.. أليس هذا هو اتجاه التكفير الذي تمارسه الجماعات الاسلامية بمصر؟؟ وهو دعوة صريحة، أيضا، للفتنة الدينية باستباحة الدماء، والتحريض على القتل، وإلى إحلال الارهاب، والكبت محل الإسماح، والحوار؟؟ وهي دعوة لانتهاك حكم القانون، ولمصادرة الحقوق الأساسية للمواطنين التي نصّ عليها الدستور!! وأردف الشيخ هذا التحريض بإشارته في حديثه بالتلفزيون يوم 19ـ4ـ1983، إلى دعوة زعم أنها ظهرت في التاريخ الإسلامي، شبيهة بدعوتنا، وقد قام الحاكم العباسي بقتل صاحبها، والقضاء على دعوته!! هل يريد هذا الشيخ لبلادنا أن تدخل في أتون الفتنة الدينية التي لا زالت تصطلي بها مصر؟؟ ثم من هو المرتد؟؟ أليس أكابر الصوفية الأجلاّء عند هذا الشيخ مرتدين؟؟ ألا تكفّر الفرق الإسلامية المتهوسة بعضها بعضا؟؟ أم هل يعني بالردة تلك المهزلة الهزيلة التي اصطنعتها "دوائر الأحوال الشخصية" عام 1968، والتي كان قضاتها مخلب قط في تنفيذ الكيد السياسي الداخلي والخارجي ضد الأستاذ محمود محمد طه؟؟ إن الأستاذ محمود هو، وحده، اليوم، دون سائر الدعاة الدينيين، الذي يدعو إلى البعث الاسلامي الصحيح على هدى، وبصيرة، فيجسّد آصل قيم الإسلام، ويعبّر عن أدق أسراره، وما يدعو إليه إنما هو الإسلام الذي لا إسلام غيره منذ اليوم!! ثم إن الحرية في الإسلام، وكما هي مدخرة لإنسانية القرن العشرين إنما تبلغ مبلغ ما تحكيه الآية الكريمة: (وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن!! ومن شاء فليكفر!!)..
وهذا الاتجاه إلى الإرهاب، والكبت الديني، إنما هو على النقيض، تماما، من سياسة الدولة المعلنة في حرية الاعتقاد، وفي حرية الاجتهاد، والتجديد الديني، وفي التصدي للفكر بالفكر.. فقد قال السيد رئيس الجمهورية أما اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي في مارس 1979: (لا انتهاك لحقوق الانسان الثابتة في الدستور بدعاوى الدين، والعقيدة) وقال: (وفي مرونة الاسلام واتساع آفاقه ما يسمح بتجديد الدين بتجدد مجالات الحياة) وقال في "النهج الإسلامي لماذا؟؟" : (لكل مسلم أن يخوض في شئون دينه، وأن يجتهد عن طريق تثبيت إيمانه، فلا حواجز، ولا حدود، ولا سدود أمام مجتهد مهما كان نصيبه من العلم).. وقال في هذا الكتاب حتى عن الشيوعيين: (لن تجد اتهامات العمالة، ولن تفيد اتهامات الخيانة، ذلك أسهل الطرق لتجريد أنفسنا عن مسئولية التصدي بالفكر للفكر حتى ولو كان وافدا غريبا).. وقال: (لو كنا نعيش الاسلام كما نعتنق الاسلام، هل كان منهم من يضل السبيل؟؟ هل وجدوا فينا قدوة تمثل قيم الاسلام في سلوكها؟؟) انتهى.. ألا يكفي الواجب السياسي، والالتزام الوظيفي، للوفاء بسياسة الدولة العامة ولدستورها، ومواثيقها، في وقف هذا النشاط الهدام لهذا الشيخ؟؟ وقول هذا الشيخ في نفس الخطبة (في كل بلد هناك دعوات غريبة لكن الأمنيين والمسئولين السياسيين يتولون مهمة محاسبة هذه الدعوات ووقفها) انتهى.. فهذا الشيخ يقوم بتحريض هؤلاء المسئولين لمصادرة حرية الرأي، والعقيدة، وهو يستكثر على شعبنا ما يتمتع به من قدر كبير من الحرية الفكرية والإسماح الديني، ثم هو ينعي على هؤلاء المسئولين تقصيرهم في مسئولياتهم.. أليس هذا التدخل السافر في شئوننا الداخلية كافيا لإيقاف هذا الشيخ عند حده؟؟
5. ويقول الشيخ المطيعي، في نفس الخطبة أيضا: (يقولون ـ يعني الجمهوريين ـ نرجع للقرآن المكي، وذلك لأنهم يريدون الذل للمسلمين، ويريدون لنا أن نرجع لعهد مكة حيث الهوان وعدم الدفاع عن النفس) انتهى.. فالشيخ المطيعي يرى أن المسلمين بمكة قد كانوا في ذل وهوان!! وهذا فساد في العقيدة لا يعطي صاحبه الحق في الخوض في أي أمر من أمور الدين.. فالنبي الكريم وأصحابه إنما كانوا، وهم يتحملون أذى كفار مكة في صبر، يمتثلون للأمر الإلهي لهم، بمثل قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة، والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن.. إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين * وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به.. ولئن صبرتم لهو خير للصابرين * واصبر!! وما صبرك إلا بالله.. ولا تحزن عليهم، ولا تك في ضيق مما يمكرون * إن الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون) وبمثل قوله (فذكّر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر)، وبمثل قوله (وقل الحق من ربكم!! فمن شاء فليؤمن!! ومن شاء فليكفر!!) أليس في مجرد هذا الامتثال للأمر الإلهي العزة كل العزة، والشرف، كل الشرف للنبي الكريم، ولأصحابه؟؟ قال تعالى: (ولله العزة، ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) وقال: (ولا تهِنوا، ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).. أليست في معية الله للنبي، ولأصحابه العزة، كل العزّة، والشرف، كل الشرف، وهو يقول لهم (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)؟؟ ثم أليس الانتصار في الجهاد الأكبر ـ وهو جهاد النفس، أكبر من الانتصار في الجهاد الأصغر، الجهاد بالسيف؟؟ ألم يكن النبي يقول لأصحابه عقب كل غزوة من غزواته (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ـ جهاد النفس)؟؟ وجهاد النفس أشق من الجهاد بالسيف، والانتصار فيه انتصار على أعدى الأعداء، قال النبي الكريم: (إن أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك).. ثم أليس الدعوة إلى الرجوع إلى قرآن مكة دعوة إلى أصل الدين المتمثل في الحرية، والإسماح، والذي ما نزل القرآن عنه إلى الفرع، وهو الوصاية، والإكراه، إلا لحكم الوقت المتمثل في قصور تلك البشرية عن مستوى الدعوة بالحرية، والإسماح؟؟ ومن ههنا تجيء الحكمة من مرحلية الجهاد.. وإذا كان هذا العصر هو عصر الحرية، والإسماح، وإذا كانت البشرية تستجيب للدعوة في مستوى الحرية، والإسماح، أفلا يكون من أسباب عزة المسلمين وشرفهم أن يقدموا الإسلام في هذا المستوى؟؟ أليست الكرامة البشرية تتحقق أكثر وتتأكد أكثر إذا دُعيت البشرية في مستوى الحرية، والاسماح، فاستجابت للدعوة؟؟ فالشيخ المطيعي إنما يدعو دعوة الجماعات المتطرفة بمصر، إلى الجهاد بالسيف، الذي انتهى إليه القرآن المدني، فيرفض الرجوع إلى القرآن المكي الذي يقوم على الدعوة بالاسماح، والاقناع، والتي بدأت بها الدعوة بمكة.. فقد جاء في كتاب "الفريضة الغائبة" وهو مذهبية هذه الجماعات،: (فنحن لا نبدأ بما بدأ به النبي، ولكن نأخذ بما انتهى إليه الشرع) انتهى.. يجري ذلك من هذه الجماعات ومن الشيخ المطيعي من غير فهم لمرحلية الجهاد الأصغر ـ الجهاد بالسيف..
ثم إن هذه الدعوة إلى استخدام العنف في الدعوة إنما تتناقض مع النهج الإسلامي للدولة كما يمثله كتاب "النهج الإسلامي لماذا؟؟" فقد جاء في صفحة 416: (إن العودة بالأمة للإسلام بعد ليل الاغتراب الطويل إنما ينبغي أن تبدأ، ومرة أخرى، كما بدأت الدعوة) وقال في صفحة 370 (هو الإسلام الذي قرّر أن يكون الالتزام وليس الإلزام هو مدخل الإنسان لقناعته حتى بوجود ربه) انتهى.. الا تشكل دعوة هذا الشيخ إلى أساليب العنف والإرهاب، ونبذ أساليب الحوار والإقناع خطرا أمنيا يسترعي انتباه المسئولين الأمنيين، لا سيما وهذه الدعوة تجري في مسجد كهذا له علاقة برئيس جهاز أمن الدولة؟؟ ثم ألا يسيء مثل هذا الشيخ إلى العلاقة بين الشعبين، وإلى التكامل المرتقب بينهما؟؟
إن الشيخ المطيعي داعية من دعاة الهوس الديني يسعى لنقل موجته التي تجتاح مصر إلى السودان، وهو إنما يستغل منبر "مسجد التقوى"، وأجهزة الإعلام، ليعطي الشرعية لدعوة الهوس الديني حتى تنتشر إلى المساجد الأخرى، وإلى سائر المنابر العامة، فيقوى عودها، فتستفحل حتى تحقق مخططها في إقامة دولة الهوس بالسودان، كما كان مخططها في مصر.. ومن الغفلة ومن التفريط في المسئولية الوطنية والدينية أن يجد هذا الشيخ مسرحا لنشاطه الهدام في مساجدنا، وأجهزة إعلامنا.. ولماذا يسكت كبار المسئولين الأمنيين، والسياسيين، والإعلاميين عن نشاط هذا الشيخ؟؟ هل هي الغفلة؟؟ هل هو السقوط في قبضة الإرهاب الديني؟؟ أم هل هو التواطؤ؟؟ إن أيا من هذه الأسباب بسكوت هؤلاء المسئولين لكاف لتجريدهم من حق الاضطلاع بهذه المسئوليات الباهظة..