إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

السـلام
ضالّة البشرية منذ الأزل

خاتمة


إن السبيل العملي الوحيد لخلاص الإنسانية مما تعانيه من ويلات الحروب، ومن التمزّق، والقلق، والجوع، إنما هو الإسلام، وهو على وجه التحديد الفكرة الجمهورية، فهي الدين الحق، ما في ذلك أدنى ريب.. فعلى الناس، كل الناس، أن يستيقنوا هذه الحقيقة، فلا يضيعوا الوقت، والجهد فيما لا طائل من ورائه..

أدرسوا «الفكرة الجمهورية»، بعيداً عن التعصّب، وعن الهوى، لتتبينوا الحق، ولتلتزموه، فما من سبيل للسلام، ولا وسيلة للاستقرار في العالم إلا بالإسلام، بفهمه الواعي الذي يلزمه الجمهوريون في أنفسـهم، ويدعون إليه الناس جميعاً مسلمين، وغير مسلمين، فهو قدرهم، وهو منتجعهم الأخير..

وعلى الذين يعارضون الفكرة الجمهورية بغير علم، ولا هدى ولا كتاب منير، أن يرعووا، وأن يعوا، أنهم بفعلهم هذا، إنما يعارضون الإسلام، يعارضون الدين الحق، من حيث لا يعلمون..

على هؤلاء أن يتداركوا أمرهم، فيكفّوا عن تعويق عمل الجمهوريين، وإلا فإن من يصر على تعويق هذا العمل سيلقى جزاءه خزياً في الدنيا والأخرى.. فما جزاء من يعارض بعث الإسلام؟ وما مصير من يريد أن يطفئ نور الله؟ ما عاقبة من يرفض، ويمنع الناس، عن طريق محمد؟ ماذا ينال هؤلاء غير تخسير؟! ((فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا، ويوم القيامة يردّون إلى أشد العذاب، وما الله بغافل عمّا تعملون))..

إن الفكرة الجمهورية هي الإسلام، وإن الله لن يقبل، بعد اليوم، من أحد غير الإسلام: ((ومن يبتغ غير الإسلام ديناً، فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين))..

إن الجمهوريين قليلو العدد، ولذلك قد لا يأبه لهم الناس، ولكن الحقيقة هي أن الوزن كلّه عند الجمهوريين.. الدين، والفهم الواعي للإسلام، هو فقط عند الجمهوريين، فإذا أعلنوا عام ۱۹٨٢ «عام السلام» فلا يستخفّن أحد بهذه المبادرة، فما أحد غير الجمهوريين أحق بها، وأجدر..

فلا الأمم المتّحدة، ولا المنظّمات الدولية الأخرى، ولا الدول الكبرى، أو الصغرى، بأولى منهم، بإعلان «عام السلام»، ولا هي بمقدورها منح العالم السلام، وإنما القادر على هذا العطاء هو الإسلام، هو الفكرة الجمهورية.. ((ولقد يسّرنا القرآن للذكر، فهل من مدّكر؟))..

أسبغ الله على الإنسانية عوافيه الباطنة والظاهرة، وجنّبها طرق الهلاك، وهداها إليه تعالى بلطائف إحسانه، وهدى السودانيين، وهدى بهم الإنسانية جمعاء.. إنه نعم المولى، ونعم النصير..



الأخــوان الجمهـوريــــون
أم درمان – السودان ص.ب ١١٥١
تلفــــــــــون ٥٦٩١٢