الأخوان يلجأون الى الإثارة والعنف:
وبدلا من ان يعكف الأخوان المسلمون على أنفسهم ليتدارسوا أسباب الهزيمة التي لحقت بهم، رغم كل ما بذلوا من أجل الانتخابات، اتجهوا الى محاولة تبرر الشغب الذي سوف يثيرونه في الجامعة، فحشدوا الحشود من خارج الجامعة، في مساء الثلاثاء 23/10، وارتفعت اصواتهم بالهتاف الداوى مثل (ان للإسلام قوة وشباب وفتوة)!! او (فليعد للدين مجده أو ترق فيه الدماء)!! او (إيران، إيران في كل مكان)!! ولم يرتفع متحدثوهم عن مستوى هذا التهريج الفارغ حتى ان ابن عمر محمد احمد صاحب الأقوال المعروفة التي تناقلتها الصحف في حينها، قد قال: (ان رؤوسا كثيرة ستتطاير في هذه الجامعة)!! وقال (اننا سوف نعريهم وبعد التعرية الجلد والضرب والقتل)!! وفى نفس هذا الاتجاه الخطابي الأجوف قال داؤود يحي بولاد: (اننا في الاتجاه الإسلامي باقون في الميدان صامدون في الميدان قائمون في الميدان أقوياء في الميدان).. ولمّا شعر ان حديثه بلا محتوى أردف قائلا (لا أقول هذا لأبعث الحماس فيكم)!! مثل هذا المستوى من العبث يحاول الأخوان ان يلبسوه ثوب الدين، وقدسيته، حتى يخلقوا مبررا للعنف بخصومهم الذين انزلوا بهم الهزيمة في الميدان الديمقراطي.. وفى هذا الاتجاه قال المعتصم في تلك الندوة العجيبة (ان احدى الشيوعيات الصفيقات هتفت لا اسلام بعد اليوم).. ولقد جاء في منشور الاتجاه الإسلامي: (ومما جاء في مظاهرة الشيوعيين الصغيرة: "الجامعة تدين رجال الدين").. والحقيقة ان المظاهرة المعنية كانت تردد (الجامعة تدين تجار الدين).. فاذا كذّب الاتجاه الإسلامي على مظاهرة كاملة فلا أحد يستبعد ان يكذّب المعتصم على طالبة شيوعية!!
ومهما يكن من أمر فإن الأخوان يخفون اغراضهم السياسية خلف شعارات الإسلام، حتى يبرروا ما ينوون اشاعته من اثارة وشغب.. ولقد قال بولاد في تلك الندوة (إنني احذّر الشيوعيين والمحموديين بالذات فإننا قد أطلقنا سراح اخوتنا).. وقال ابن عمر (لقد كانت الدبلوماسية تقيدنا زمنا طويلا اما الآن فقد أطلق سراحنا)..
ولما كانت الدبلوماسية في الحفاظ على الكراسي هي التي تقيّد الأخوان المسلمين وليس تربيتهم الدينية فإنهم، على حد قولهم، سيلجأون الى العنف، والفوضى، لأنهم قد فقدوا الكراسي فلم يصبح هنالك اى وازع يعظهم، اللهم الاّ إذا كانوا من الذكاء بحيث يدركون ان أى شغب يحدثونه سيفقدهم هذه الكراسي التي هم عليها حريصون!!
وبعد هذه الندوة الحماسية خرجت مظاهرتهم فوصلت الى الداخليات، ثم عادت واقتحمت مدخل داخلية الطالبات، وكادت تشتبك مع مظاهرة معادية من الطالبات.. ولم تشعر الأخوات المسلمات بأي حرج في الخروج في المظاهرة، ولم يبد عليهن أى حياء من التناقض وهن يهتفن (يا شيوعي يا جبان الرجال في الميدان)!! وشهدت الجامعة بعد هذه المظاهرات تمزيقا لبعض الصحف الحائطية، ولبعض الشعارات، واعتداء على بعض الطالبات، وتحرّشا ببعض الطلاب..