بسم الله الرحمن الرحيم
«قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله»
صدق الله العظيم..
المقدمة
جاء في جريدة «الصحافة» العدد الأسبوعي، بتاريخ ٢٨/ ۷/ ۱۹۷۹، في صفحة واحة الصائم، وتحت عنوان: «صلاة القيام التراويح» ما يأتي: -
«صلاة القيام معروفة عندنا بصلاة التراويح وهي سنة مؤكدة وتسن فيها الجماعة وتؤدى بعد صلاة العشاء والبعض يؤديها في المسجد أو في فناء رحيب في حي السكن أو القرية إذا لم يكن هناك مسجد أو كان بعيداً... وكما روى الشيخان فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من جوف الليل ثلاث ليال متفرقة من رمضان وصلى في المسجد وصلى الناس بصلاته فيها وكان يصلي بهم ثمان ركعات ويكملون باقيها في بيوتهم وقد ظل الصحابة يصلونها فرادى حتى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرأى أن يجمعهم على صلاتها بالمسجد وراء الإمام فكانت صلاة القيام جماعة بهذا العدد مما استحسنه عمر ووافقه عليه الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً وسار عليه المسلمون من بعده..» انتهى.
بمثل هذا الفهم الذي جاء في «الصحافة» يمارس المسلمون، في شهر رمضان المبارك، هذه الصلاة.. وهم يظنّون أنها صلاة القيام، وحين يقومون لها بعد العشاء ينادي مناديهم: «صلاة القيام.. أثابكم الله.. صلاة القيام.. أثابكم الله».. ثم ينصرفون بعدها لسائر أعمالهم ومساعيهم الدنيوية العادية، وعلى وجوههم طفح البشر والسرور، وهم يحسبون أنهم قد فازوا بموعود النبي الكريم حيث قال: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه».. ونحن نود في هذا الكتيب الموجز، أن نسوق الأدلة الثابتة التي توضح ما ذهبنا إليه، في عديد كتبنا، من أن صلاة التراويح التي عليها المسلمين اليوم ليست هي صلاة القيام، التي كان يؤديها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي بهذا ليست «سنة»، وإنما هي «بدعة»!! وحين كنا، ولا زلنا، لا نرى عودة للإسلام، في حياة الناس، إلا ببعث السنة المطهرة، مصداقاً لقول النبي الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء يارسول الله؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها»، فإنا ندعو المسلمين أن يتركوا هذه البدعة.. إيذاناً بقبول «السنة»، والإقبال عليها، فإن السنة الكريمة لم تغادر، من خير الناس، صغيرة، ولا كبيرة، إلا وأحصتها..