إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

هؤلاء هم الأخوان المسلمون
الجزء الثاني

الفصل الثاني

الأخوان المسلمون وأخلاقيات العمل السياسي


أشرنا، في الفصل الأول، الى اسلوب (الغاية تبرّر الوسيلة) الذي انتهجه أحد كبار زعماء الأخوان المسلمين، حسن العشماوي، حينما لم يشعر، على حد قوله بالحرج، من تسلّم ذخيرة مسروقة من الجيش المصري، وهو يعلم ذلك.. وهو الإسلوب الذي اتسمت به سائر مواقفهم السياسية في مصر – لاسيما اسلوب احتواء السلطة الحاكمة.. فقد حملهم سعيهم الدؤوب الى إحراز السلطة على التقرّب الى الملك، وتملّقه، واسباغ نعوت العظمة عليه، وذلك بغرض كسب جانبه، ودرء خطره، حتى ينفّذوا مخططهم في توسيع دائرة نفوذهم الى حيث يطيحون بعرشه!! وقد رأينا في الفصل الأول مشاركتهم، بصورة أو أخرى، في التخطيط للإنقلاب العسكري في يوليو 1952..
فقد رفع (مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين) مذكرة للملك فؤاد جاء فيها (كما وردت في كتاب "مذكرات الدعوة والداعية" بقلم الشيخ حسن البنا صفحة 156):
(بسم الله الرحمن الرحيم، والحمدلله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم. الى سدّة صاحب الجلالة الملكية حامي الدين، ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدّي. يتقدّم أعضاء مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين المجتمعون بمدينة الإسماعيلية بتاريخ 22 صفر 1352 والممثلون لخمسة عشر فرعا من فروع جمعية الأخوان المسلمين، برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى ولجلالة المليك وسمو ولي عهده المحبوب)!! وتمضي المذكرة الى أن تقول: (وقد جعلكم الله تبارك وتعالى حماة دينه والقائمين بحراسة شريعته والذائدين عن حياض سنة نبيه وقد عرف العالم كله لجلالتكم المواقف المشهورة والمشاهد المذكورة في الإستمساك بحبل الدين المتين والحرص على آدابه وشعائره وحمايته من المعتدين عليه ونشر تعاليمه)!! وهذه العريضة قد رفعها (مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين) المنعقد في الإسماعيلية بدعوة من المرشد العام، الشيخ حسن البنا، وكان من مقرراته تأليف (هيئة مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين) وعلى رأسها المرشد العام .. (صفحة 156 وصفحة 161 من كتاب "الدعوة والداعية" بقلم الشيخ حسن البنا)..
وهكذا يخاطب المرشد العام للإخوان المسلمين، وهو الزعيم بأنه داع الى "حكم الإسلام" في "نذارته" بافتتاحية العدد الأول لمجلة (النذير) كما جاء في الفصل الأول من كتابنا هذا – هكذا يخاطب ملكا من ملوك العروش الوراثية في البلاد الإسلامية، والتي تعد مظهرا لتداعي، وانحطاط، أمر المسلمين، بعد إنصرام عهد الخلافة الرشيدة، والتي جاءت لها النذارة النبوية: (الخلافة بعدي ثلاثون عاما ثم تكون ملكا عضودا).. أي ملكا موروثا، يتوارثه الأبناء عن الآباء... وهو دليل على النصول عن أسس الحكم الإسلامي في العهد الأول.. ويحدثنا القرآن الكريم عن فساد الملوك، حيث كانوا، فيقول: (إن الملوك، اذا دخلوا قرية، أفسدوها، وجعلوا أعزّة أهلها أذلة.. وكذلك يفعلون!!) وعبارة (وكذلك يفعلون) تعني، فيما تعني، أنهم، دائما، إنما يفعلون ذلك.. ولقد خيّر النبي، عليه أفضل الصلاة، وأتم التسليم، بين أن يكون نبيا ملكا، أو أن يكون نبيا عبدا ... فأختار أن يكون نبيا عبدا، ذلك بأن الملك تسلط على الآخرين، وإدّعاء ربوبية!! ومع ذلك يخاطب المرشد العام للإخوان المسلمين (الملك) بعبارات من التقديس لا تليق بداعية إسلامي على الإطلاق: (الى سدّة صاحب الجلالة الملكية حامي الدين، ونصير الإسلام والمسلمين مليك مصر المفدّي)!! ومع أن مجرّد قيام الحكم الملكي مفارقة للدين، ومخالفة لأحكام الشريعة، ولأحكام السنّة، يذهب الشيخ البنا، ويذهب (مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين) ليقول عن ملك مصر: (وقد جعلكم الله تبارك وتعالى حماة دينه، والقائمين بحراسة شريعته، والذائدين عن حياض سنة نبيه)!!
ويقدّم (مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين) بيعته للعرش الملكي بهذه الصورة التي لا تمت بأدني صلة لشروط البيعة في العهد الإسلامي الأول، والتي تتقاضى طرفي البيعة طاعة الله تعالى، (برفع أصدق آيات الولاء والإخلاص للعرش المفدى ولجلالة المليك وسمو ولي عهده المحبوب)!! واذا كانت هناك بيعة ولاء للملك فؤاد لأسباب ذكرها الأخوان المسلمون هي ما عرف عن هذا الملك من (المواقف المشهورة والمشاهد المذكورة في الإستمساك بحبل الدين المتين والحرص على آدابه وشعائره، وحمايته من المعتدين عليه ونشر تعالميه)، فعلى أي أساس يقدّم الأخوان المسلمون (آيات الولاء والإخلاص) (لسمو ولي عهده المحبوب) الذي لم يعرفوا، يومئذ، عن دينه شيئا؟؟ ليس ثمة مبرر لعبارات الملق التي احتشدت بها تلك العريضة سوى أن الأخوان المسلمين، في مخططهم للوصول الى السلطة، إنما يتخذون أساليب مرحلية ملتوية من محاولات الإحتواء للسلطة الحاكمة، كتكتيك نحو الإستراتيجية الأساسية، مما يتنافى مع الأخلاقيات الدينية التي تقتضي تحرّي الصدق، في سائر الأقوال، والممارسات، وتلتزم بالجادة في سائر المواقف.. وهذه دلالة على ضعف القيمة التربوية لدى هذا التنظيم الذي يستغل الدين، استغلالا سيئا، في الأغراض السياسية..
ويكشف العشماوي عن غرض الأخوان المسلمين من اتجاهاتهم الى إحتواء الحكومات، أو المشاركة فيها، بقوله في صفحة 30 من مذكراته: (كان من رأيي الموافقة على اسناد الوزارة الى الرئيس نجيب وأن يدخل الأخوان وزارة نجيب كي يكونوا على بيّنة من سير الأمور وحتى لا نترك الإنتهازيين والمنافقين يلتفون حول عبدالناصر وزملائه يوجهونهم للسيطرة والإستبداد)... هذه هي إحدى الإستراتيجيات السياسية الأساسية عند تنظيم الأخوان المسلمين والتي إنما يلتقون فيها مع الشيوعيين، تماما، من حيث لا يشعرون.. وهي إنما تقوم على دخول الحكومات، والأجهزة، والمؤسسات السياسية، حتى يستطيعوا العمل من داخلها، وحتى يستطيعوا أن يكشفوا اتجاهات تلك الحكومات ويعرفوا اسرارها، وحتى يستطيعوا، أيضا، ومن مواقع المسئولية، أن يعزلوا خصومهم السياسيين، والفكريين، الذين عبّر عنهم العشماوي بـ "الإنتهازيين والمنافقين" – هم يفعلون كل ذلك لكي يستأثروا بالسلطة آخر الأمر..
وقد حاول الأخوان المسلمون في مصر استغلال ثورة 23 يوليو منذ بدايتها.. فتواطأوا على حل التنظيمات، والأحزاب الأخرى، بينما عملوا على ابقاء تنظيمهم هم، وذلك على الرغم من أنهم كانوا يزعمون أنهم ساندوا ثورة الجيش لتأتي بحكم دستوري يكفل الحريات للجميع.. وعن هذا الأمر يقول حسن العشماوي في صفحة 32 من مذكراته: (ولم يخف عني عبدالناصر أن قانون تنظيم الأحزاب ليس الا خطوة نحو إلغائها فحرصنا معا على الاّ ينطبق على هيئة الأخوان المسلمين وقد بذل عبدالناصر في هذا السبيل جهدا لا أنكره برغم معارضة بعض زملائه له، وبرغم ما وجد في هذا السبيل من متاعب من الأخوان أنفسهم).. ويمضي العشماوي ليقول في صفحة 44: (في صبيحة يوم صدور قرار حل الأحزاب في يناير 1953 حضر الى مكتب البكباشي جمال عبدالناصر الصاغ صلاح شادي والأستاذ منير الدّلة وقالا له الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من يؤيد الثورة الا هيئة الأخوان ولهذا فإنهم يجب أن يكونوا في وضع يمكنهم من أن يردوا على كل أسباب التساؤل فلما سألهم ما هو هذا الوضع المطلوب أجابا بأنهم يريدون الإشتراك في الوزارة فقال لهما اننا لسنا في محنة واذا كنتم تعتقدون أن هذا الظرف هو ظرف المطالب وفرض الشروط فأنتم مخطئون فقالوا له اذا لم يوافق على هذا فإننا نطالب بتكوين لجنة من هيئة الأخوان تعرض عليها القوانين قبل صدورها للموافقة عليها وهذا هو سبيلنا لتأييدكم إن أردتم التأييد فقال لهم جمال: لقد قلت للمرشد سابقا أننا لن نقبل الوصاية وأنني أكررها اليوم مرة أخرى في عزم وإصرار..)..
وكما أسلفنا فإن من أسباب دخولهم الحكومات، والهيئات، والمؤسسات الرغبة في الحصول على المعلومات السرية التي يستعينون بها في مواجهة هذه الحكومات، أو في الإطاحة بها في اللحظة المناسبة، ومن ذلك ما قاله العشماوي (في صفحة 66):
(وكان أخطر ما حصلنا عليه في هذه الفترة هو التقرير السري الذي أعدته إدارتا المخابرات الحربية، والمباحث العامة بالإستعانة ببعض الضباط القدامى في البوليس السياسي ورفعوه الى رئيس الحكومة ووزير الداخلية وضمنوه الإسلوب الذي يرون إتباعه مع جماعة الأخوان المسلمين وقد استطعنا أن نحصل على صورة رسمية لهذا التقرير السري بما عليه من توقيعات).. ولم يذكر العشماوي الصورة التي حصلوا بها على هذا التقرير "السري"، ولكنها، على أي حال، لا يمكن أن تكون صورة شرعية!!

أُسلوب الإثارة


ومن أساليب الأخوان المسلمين استغلال العقيدة الدينية في إرهاب مخالفيهم في الرأي، وإثارة العاطفة الدينية لدى المواطنين، و"توريط" الجهات الرسمية في السير نحو أغراضهم المرسومة.. يقول البنا في كتابه (مذكرات الدعوة والداعية) صفحة 250: (وأذكر أننا في أغسطس 1935 اجتمع لدينا عدد كبير من عرائض المطالبة بالتعليم الديني في المدارس، وكان على رأس الوزارة حينذاك نسيم باشا رحمه الله، وفي وزارة المعارف نجيب الهلالي باشا، وفي مشيخة الأزهر فضيلة الأستاذ المراغي رحمه الله، فجمعنا هذه العرائض وألفنا وفدا كبيرا في مقدمته فضيلة الأستاذ الشيخ محمد عبدالله دراز المدرس بالأزهر...) ويمضي الشيخ حسن البنا ليقول (في صفحة 252): (وفي مجلس النواب بعد ذاك تقدّمت لجنة المعارف وعززها الأستاذ سعد اللبان بتقرير تناصر فيه فكرة جعل الدين مادة أساسية، فرأى الأخوان توريطها وتوريط النواب والشيوخ في هذا الشأن، ووجهوا إليهم الدعوة لحفل تكريم جامع دعت اليه (النذير) في عددها التاسع عشر من السنة الثانية).. وفي معرض الدعوة لهذا الحفل يقول البنا عن الأخوان المسلمين: (فهم قد رأوا في مجلس النواب والشيوخ معركة كلامية طالما أذكوها ومهّدوا لها وهم الآن يريدون تدعيمها)... (الخط تحت بعض الكلمات من وضعنا)
وبغض النظر عن الهدف الذي كان يسعى اليه الأخوان المسلمون من هذا العمل، حتى ولو كان يتعلّق بالمطالبة بالتعليم الديني في المدارس، ولو أن البعث الديني الحقيقي لا يتم عن هذا الطريق، فإن اسلوب "توريط" المسئولين في هذا الإتجاه إنما هو اسلوب غير أخلاقي... لأنه أسلوب ملتو يتسّم بالتآمر... والأهداف الصحيحة خصوصا ما تعلّق منها بالدين إنما يتوسل اليها بالأساليب الصريحة، المعلنة.. لأن الوسيلة من جنس الغاية، فهي لا تنفك عنها، ولا تختلف... وذلك مما يؤكد ما ذهبنا اليه من أن هذا التنظيم إنما هو يستغل الدين في الأغراض السياسية، متورطا، بذلك في المبدأ اللا أخلاقي: (الغاية تبرّر الوسيلة)!!
ومن أساليبهم في العمل السياسي، تقديم العرائض، وارسال الوفود، ويجنحون ايضا الى تحريك المظاهرات بغية الإطاحة بالسلطة!! يقول حسن العشماوي في مذكراته عند تعرّضه لخلافهم مع جمال عبدالناصر عام 1954: (حدد يوم الخميس التالي 29 أكتوبر لإنعقاد الهيئة التأسيسية الجديدة التي سيحضرها الأستاذ الهضيبي شخصيا على أن تخرج الهيئة بعد الإجتماع ومع أفراد الجماعة – في مظاهرة سلمية يحميها بعض الأفراد المسلحين، ويسير في المظاهرة بعض كبار الساسة في الأمة، وكنا على إتفاق معهم في ذلك، وكان المفروض أن هذه المظاهرة، بما يحميها من أفراد مسلحين، ستكون نقطة الإنطلاق تسعى لإسقاط الدكتاتورية العسكرية).. ص 66.
هذه بعض ممارسات الأخوان المسلمين كتنظيم سياسي لا يلتزم، في سعيه الدائب الى السلطة، بأخلاقيات الدين، ولا بأخلاقيات العمل السياسي الشريف.. فهو يبيح لأفراده السرقة، والإغتيال، والتملّق، والإرهاب!! وفيما يلي نقدّم بعض ممارسات مرشده الذي تقع عليه مسئولية وضع الأسس الأخلاقية لتنظيمهم، في سلوكهم الفردي، وفي ممارساتهم التنظيمية.. فإن صحة الدعوة إنما تلتمس في أثرها على التكوين الخلقي لمؤسسها... فليس هناك داعية إسلامي مأذون له في الدعوة، وهو، من ثمّ، مستجاب الى دعوته، الا وهو داع بلسان حاله، وبلسان مقاله، ودعوته بلسان الحال أبلغ من دعوته بلسان المقال.. وكلاهما فصيح، ومبلّغ، وبالغ أمره.. وسنرى من النماذج التي نسوقها من ممارسات الشيخ البنا أنه على النقيض من ذلك.. ونحن لا نسوق ممارسات الشيخ البنا من مصدر غير مصدره هو نفسه، وهو يحكي عن نفسه، أو من مصدر أحد مريديه، هو الدكتور رؤوف شلبي، من كتابه: (الشيخ حسن البنا ومدرسته)، وهو كتاب، كما ذكرنا آنفا، إنما وضع ليمجد الشيخ البنا، ويمجّد سيرته.. فهو، من ثمّ، غير متهم، ولا ظنين..
وسنرى عند حديثنا عن ممارسات الأخوان المسلمين في السودان صور مشابهة لهذه التناقضات والمخالفات التي تورطوا فيها في مصر.. وذلك بدافع السعي لإحتواء السلطة، ثم الإنفراد بها.. كأسلوب (توريط) المسئولين في إتجاه مخططاتهم، وكاستغلال السلطة في ضرب وتصفية خصومهم السياسيين.

الشيخ حسن البنا .. بعض مظاهر سلوكه الفردي


ونعرض هنا بعض مظاهر سلوك المرشد العام لتنظيم الأخوان المسلمين، وهو مؤسس الدعوة، حيث كان في موضع النموذج السلوكي والقدوة الأخلاقية لهذا التنظيم، وذلك أخذا مما كتبه هو عن نفسه في مذكراته بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية).

هبة شركة القنال


تحت هذا العنوان قال الشيخ البنا في صفحة 94، وصفحة 95 من مذكراته حول بناء مسجد الأخوان المسلمين بالإسماعيلية: (وقبل أن يتم بناء المسجد بقليل وقد أوشكت النقود المجموعة أن تنفد، وأمامنا بعد مشروع المسجد مشروع المدرسة والدار وهي من تمامه بل كلها مشروع واحد تصادف أن مر البارون دي بنوا مدير شركة القنال ومعه سكرتيره المسيو بلوم فرأى البناء فسأل عنه وأخذ عنه معلومات موجزة، وبينما أنا في المدرسة اذ جاءني أحد الموظفين يدعوني لمقابلة البارون بمكتبه بالشركة فذهبت اليه فتحدث الى عن طريق مترجم بأنه رأى البناء، وهو يود أن يساعدنا بتبرع مالي وهو لهذا يطلب منا رسما ومذكرة للمشروع، فشكرت له ذلك وأنصرفت ووافيته بعد ذلك بما طلب.. ومضى على ذلك شهور كدنا ننسى فيها البارون ووعده ولكني فوجئت بعد ذلك بدعوة ثانية منه الى مكتبه، فذهبت اليه فرحب بي ثم ذكر لي أن الشركة اعتمدت مبلغ خمسمائة جنيه مصري للمشروع، فشكرت له ذلك وأفهمته أن هذا المبلغ قليل جدا ولم يكن منتظرا من الشركة تقديره لأنها في الوقت الذي تبني فيه على نفقتها كنيسة نموذجية تكلفتها 500,000 (خمسمائة ألف جنيه) أي نصف مليون جنيه تعطي المسجد خمسمائة جنيه فقط، فاقتنع بوجهة نظري وأظهر مشاركتي فيها ولكنه أسف لأن هذا هو القرار، ورجاني قبول المبلغ على أنه إذا استطاع أن يفعل في ذلك شيئا فلن يتأخر. وشكرت له مرة ثانية وقلت له أن تسلّم المبلغ ليس من إختصاصي ولكنه من إختصاص أمين الصندوق الشيخ محمد حسين الزملوط الذي تبرع وحده بمثل ما تبرعت به الشركة وسأخبره ليحضر لتسلمه، وقد كان. وتسلّم أمين الصندوق المبلغ، وطبعا لم يفكر البارون في عمل شيء آخر ولم نفكر نحن في أن نطلب منه شيئا كذلك.

فقه معوّج


وثارت ثائرة المغرضين حين علموا هذا النبأ وانطلقت الإشاعات تملأ الجو” الإخوان المسلمون يبنون المساجد بمال الخواجات" وآزرتها الفتوى الباطلة ممن يعلم وممن لا يعلم: كيف تصح الصلاة في هذا المسجد وهو سيبنى بهذا المال؟ وأخذنا نقنع الجمهور بأن هذه خرافة فهذا مالنا لا مال الخواجات والقناة قناتنا والبحر بحرنا والأرض أرضنا وهؤلاء غاصبون في غفلة من الزمن... وأراد الله أن يكون المسجد قد تم والحمد لله فلم توضع فيه أموال الخواجات، ووضعت في دار الإخوان المسلمين بالذات ((وكان الله عل كل شيء قديرا)) وبذلك سكنت الثائرة وانطفأت الفائرة وهكذا يكون الفقه الأعوج، ولله في خلقه شئون.)!! وقال الشيخ البنا عن افتتاح ذلك المسجد تحت عنوان (المساجد في الإسماعلية وافتتاح مسجد الأخوان) في صفحة 93 من مذكراته: (وكان افتتاحه في حفل فخم دعى اليه الأخوان من الإسماعيلية ومن شبراخيت، وقد أجمع الأخوان على أن أكون الإمام في أول صلاة لهذا المسجد وصمموا على ذلك كما صمموا على أن يكون الإفتتاح بيدي ايضا قطعا لأطماع الطامعين ممن لا يستحقون. ولكن الأستاذ أحمد السكري رئيس الأخوان بالمحمودية حينذاك فاجأ الحاضرين بأن تقدّم الى شريط الباب فقطعه واعلن الإفتتاح فقضى بذلك على آمال المترقبين وكان لطمة لهم يستحقونها، وفاجأتهم أنا في المحراب بتقديم الأخ الأستاذ الشيخ حامد سكرية الى صلاة أول فريضة في هذا المسجد اعترافا بفضله في إنشائه والعمل على اتمام مشروعه، وقضى الأمر)!!
هذا مظهر من مظاهر سلوك الشيخ البنا لعله سجله على نفسه بنفسه لكي يقطع الطريق أمام الشبهات التي لابد أن تكون قد أثيرت حول هذا الحادث، ابان نشأة التنظيم... وقد أشار الشيخ البنا الى بعض هذه الشبهات والتي قد لا تخلو من الصحة تماما!! وذلك لعدة أسباب هي:
1/ المسجد، وكما وصفه الشيخ البنا بنفسه، هو مسجد الأخوان المسلمين.. فقد ذكر أنه يشكل، مع المدرسة، والدار، (دار الأخوان المسلمين)، مشروعا واحدا.. ولذلك جرت الإتصالات بشأن تبرع شركة قناة السويس لبنائه مع المرشد العام للإخوان المسلمين نفسه .. ثم هو قد أشار الى إجماع الأخوان المسلمين على أن يكون هو الإمام في أول صلاة فيه، غير أنه آثر أن يكون الإمام غيره، في تلك الصلاة، كما أفتتحه أحد كبار زعماء الأخوان المسلمين.. فتبرع شركة قناة السويس أو (هبة شركة القنال)، كما وصفها الشيخ البنا، لإتمام بناء المسجد إنما هو تبرع لمشروع من مشروعات الأخوان المسلمين!! وقد رأينا أن الشيخ قد حوّل التبرع أخيرا لصالح دار الأخوان المسلمين!! وقد كان ينبغي على الدعوة التي تزعم أنها تضطلع بدعوة المسلمين الى السير في الطريق (لإستعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام) حتى أنها لتعلن الحرب على كل من يعترض هذا الطريق، كان ينبغي لها أن تعِفّ عن كل مال يأتي من جهة متهمة بالخصومة للإسلام، أو بالغرض في إحتواء هذه الدعوة!!
2/ المبرر الذي ساقه الشيخ البنا لقبول تبرع الشركة البريطانية مبرر ضعيف، أشد الضعف.. فالقول: (فهذا مالنا لا مال الخواجات والقناة قناتنا والبحر بحرنا والأرض أرضنا وهؤلاء غاصبون في غفلة من الزمن).. قول مردود، ذلك بأن تلك الشركة إنما تتولى إدارة القناة وبعد اتفاقية سارية المفعول، يومئذ.. فالمال، في إعتبارها هي، كما هو في الإعتبار القانوني، والعرفي السائد، مالها هي.. ويظل ذلك الإعتبار قائما حتى يتم تغيير ذلك الواقع.. وقد تبرعت الشركة لإتمام بناء المسجد باسمها، لا باسم الشعب المصري، كما قبل الشيخ البنا تبرعها، وشكر مديرها، ثلاث مرات، على هذا الأساس.. وقد حددت هي المبلغ، فلم تزده برغم طلب الشيخ البنا اليها بالزيادة!! واذا كان الشيخ البنا يعتبر المال مالهم (لا مال الخواجات) فلماذا عبر عنه في نهاية الأمر بقوله (وأراد الله أن يكون المسجد قد تم والحمد لله فلم توضع فيه أموال الخواجات)؟؟ ولماذا لم يواجه الشيخ البنا مدير الشركة بحقيقة اعتباره لذلك المال عندما طرح المدير الأمر عليه بقوله، كما نقل عنه الشيخ البنا: (وهو يوّد أن يساعدنا بتبرع مالي)؟
3/ شركة قناة السويس بادية الغرض من هذا التبرع.. فهي إنما تريد أن تظهر بمظهر التسامح الديني، والرعاية لسائر شئون المسلمين الدنيوية والدينية.. شأن الإستعمار في كثير من البلاد المستعمرة.. وقبول ذلك التبرع إنما هو بسبيل من تحقيق تلك الأغراض الأستعمارية، من حيث لا يشعر الأخوان المسلمين..
4/ وحتى اذا كان قبول التبرع عن تحسين نية في إغراض الشركة فإن موقفها من الكنيسة (إنفاق نصف مليون جنيه في بنائها) يكفي سببا لرفض تبرع بسيط (500 جنيه) لبناء مسجد، وهو تبرع، كما ذكر الشيخ البنا، قد قدّم مثله أحد المواطنين..
5/ مجرّد تدّخل شركة استعمارية في بناء المسجد بحيث تطلب الى الشيخ البنا رسم المشروع ومذكرة عنه، فيوافيها بهما، لتتبرع بقليل أو كثير، إنما كان ينبغي أن يكون أمرا مرفوضا، ومستنكرا، من دعاة اسلاميين يواجهون مستعمرا..
6/ ثم!! هل يجوز للمسلمين، استقراء من سيرة العهد الإسلامي الأول، واستنادا لأحكام الشريعة الإسلامية الموروثة، أن يسمحوا لغير المسلمين بمساعدتهم في بناء مساجدهم، مهما بدا حول هذه المساعدة من شبهة أو حسن نية؟؟

إله يعبد!!


وتحت هذا العنوان ذكر الشيخ البنا حكاية عن إشاعة أشاعها عنه شيخ عالم، وهي ان الشيخ البنا يدعو تلاميذه إلى أن يعبدوه من دون الله، وأن تلاميذه يعتقدون أنه إله يعبد!! فقد ذهب الشيخ البنا، في جماعة من تلاميذه، الى ذلك الشيخ لإستجلاء الأمر.. وهناك جرى بينهما هذا الحديث كما يرويه الشيخ البنا: (قلت: وأنت يا أستاذ متى سمعت مني هذا القول فقال: أتذكر منذ شهر تقريبا أننا كنا جالسين في (صندورة) المسجد فدخل علينا أحد المدرسين وأسمه محمد الليثي أفندي وجلس معنا، وجاء الأخوان يسلمون عليك في شغف شديد وأحترام فقال لك هذا المدرس يا أستاذ أن الأخوان يحبونك الى حد العبادة، فقلت له اذا كان هذا الحب خالصا لوجه الله فأنعم به من حب، ونسأل الله أن يزيدنا منه، وتمثلت بقول الشافعي: إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان اني رافض فقلت له نعم أذكر هذه الحكاية فقال أليس معنى هذا أنهم يعبدونك، وهنا رأينا أحد الأخوان من أصدقائه المدرسين الذين معي قام من فوره وانهال عليه شتما وهمّ به ليضربه في بيته فأخذ يخاطبه أهذا ما تعلمته يا أستاذ وهذا مبلغك من الفهم ومن الأمانة في المجالس ومن الصدق في نقل القول. ولكنا حلنا بينهما والتفت اليه وقلت له أستاذ قد ذكرت هذا ولك أن تفهم فيه ما تشاء ولكنك اضفت أنني أنا الذي آمر الأخوان بعبادة غير الله (حاشى لله وتعالت دعوته عن ذلك علوا كبيرا) وان هذه هي عقيدة الأخوان التي سمعتها مني، وحذفت من القول أنني عاتبته على هذا التعبير عتابا قاسيا وقلت له أن هذا تعبير غير إسلامي جاءنا به الأدب الأوربي والميوعة الغريبة وانزلق الى السنتنا واقلامنا بحكم التقليد الأعمى، وان من واجب كل مسلم أن يحترس من مثل هذه التعبيرات والألفاظ. لقد ذكرت الحكاية يا أستاذ ونسيت هذا التعليق، وعلى كل حال فحسبنا هذا منك وقد وضح الصبح لذي عينين، ولكن الأخوان الحاضرين وكلهم أصدقاؤه لم يكتفوا بهذا وألزموه أن يوّضح الأمر توضيحا جليا في حفل عام من أحفال الأخوان والاّ فهم سيعلمون كيف يعاقبونه أشد العقاب، وقد كان، ونزل الرجل على حكم أصدقائه، وفي أول محاضرة اسبوعية وقف فأعلن الحكاية وأعلن أنه لم يقصد الاّ مجرّد نقلها كما هي، وأنه شاكر للأخوان دعوتهم جميل أثرها في نفوس الأمة عامة والشباب خاصة، وقضي الأمر)!! ص 114 من (مذكرات الدعوة والداعية) بقلم الشيخ البنا..
لهذه الحكاية دلالات غريبة نسوقها فيما يلي:
1/ نحن أميل الى إعتبار أن ما أشاعه (الشيخ العالم) عن الشيخ البنا، وتلاميذه، أمر غير صحيح، بل ربما كان بغرض تشويه سمعة تلك الجماعة.. ولكننا، هنا، بصدد الإسلوب الذي إتخذه الشيخ البنا، وتلاميذه في دحض تلك الإشاعات الكاذبة.. فقد وقع على ذلك الشيخ إرهاب شديد، من الأخوان المسلمين في حضرة مرشدهم البنا، وذلك حينما (ألزموه أن يوّضح الأمر توضيحا جليا في حفل عام من أحفال الأخوان والاّ فهم سيعلمون كيف يعاقبونه أشد العقاب) – كما يروي الشيخ البنا وقد قام الرجل، فعلا، بما ألزمه به الأخوان المسلمون، وذهب، تحت ظل الإرهاب، الى تملّقهم بالإشادة بدعوتهم.. جرى كل أولئك بإقرار الشيخ البنا.. أكثر من ذلك!! فقد نشر الشيخ البنا الحكاية في مذكراته، وهو في موضع القدوة السلوكية بالنسبة للإخوان المسلمين، في عهده، أو من بعده، أو هكذا يجب أن يكون!! ولعل ما عرف عن تنظيم الأخوان المسلمين، حيث كان، من اتجاه الى الإرهاب أن يكون مصدره سلوك الشيخ البنا نفسه، باقراره اسلوب الإرهاب، وبتوجيهاته، المباشرة، وغير المباشرة، الى الأعمال الإرهابية. وفي هذه الحكاية هزم الأخوان المسلمون غايتهم، وهي السعي الى تصحيح ما لحق بسمعتهم من تشويه، بوسيلة غير أخلاقية، هي استخدام الإرهاب..
2/ وتمثّل الشيخ البنا بقول الشافعي:
إن كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافض
وهو يعبر عن حب تلاميذه له.. وذلك مما قد يوحي لتلاميذه بأن حبه من حب آل محمد، أو هو حب آل محمد!! وتلك من الدعاوى التي تضر بسلوك الأتباع، فتنحرف بعقيدتهم الى صور الطائفية التي تجمد فكرهم، وتضعهم في خدمة المصالح الخاصة للزعماء – من غير أن يعوا تنكب هؤلاء الزعماء عن جادة الدين..
3/ ومن أسوأ صور الضعف التربوي الذي نأخذه على تنظيم الأخوان المسلمين ما جرى من أحد تلاميذ الشيخ البنا، في هذه الحكاية، مع الشيخ العالم وفي حضرته هو، من سوء السلوك حين (قام من فوره وانهال عليه شتما وهمّ به ليضربه في بيته) كما يروي الشيخ البنا!! فلم يزد الشيخ البنا على أن اشترك في الحيلولة بينهما، واستمر في نقاشه مع الشيخ العالم، فلم يذكر أنه أدان سلوك تلميذه – الشتم، والنزعة للضرب – وهو سلوك غير اسلامي، على الإطلاق!! لقد كان هم الشيخ البنا، جميعه، من رواية هذه الحكاية في مذكراته، أن يدل على بطلان ما يشاع عنه، وعن جماعته، من الشبهات المغرضة.. ولكنه أكد ما هو أسوأ من تلك الشبهات.. وهو ضعف عنصر التربية، والتسليك، في تنظيم الإخوان المسلمين..

التماثيل حرام!!


ويروي الدكتور رؤوف شلبي في كتابه (الشيخ حسن البنا ومدرسته)، طرفا من سيرة الشيخ البنا وقد جاء في أهدائه (الى أول داعية في الإسلام .. الى الصحابي الجليل مصعب بن عمير أهدى هذه السيرة العطرة السمحة ونحن على العهد والدرب محافظون) فهو كتاب يمجد الشيخ البنا، ويمجد سيرته.. ويحمل على غلافه كما ذكرنا – شعار الأخوان المسلمين .. يروي في صفحة 35 عن الشيخ البنا أنه: (زار مرة بعض مريديه من الموظفين في بعض دوائر المساحة فرأى على مكتبة بعض تماثيل من الجبس فسأله: ما هذا يا فلان؟؟ فقال: هذه تماثيل من الجبس فسأله: ما هذا يا فلان؟؟ فقال: هذه تماثيل نحتاج اليها في عملنا!! فقال له: إن ذلك حرام وأمسك الشيخ بالتمثال وكسر عنقه. ودخل المفتش الإنجليزي في هذه اللحظة ورأى هذا المنظر فناقش الشيخ فيما صنع ولم يتركه حتى أفهمه بالحكمة والموعظة الحسنة أن الإسلام جاء ليقيم التوحيد الخالص لله في القلب وفي السلوك وليقضي على مظاهر الوثنية في كل صورها ولهذا فقد حرّم الله صناعة التماثيل حتى لا تكون ذريعة للعبادة.)!! ولهذه القصة دلائل غريبة أيضا:
1/ فالشيخ البنا يرى أن إتخاذ التماثيل حرام حرمة مطلقة، حتى بعد ذهاب الحكمة من تحريمها في العهد الإسلامي الأول!! ذلك بأنها لم تحرّم، يومئذ، الا خوفا من ان تذكر العرب، بعبادة الأوثان، وهم قريبو عهد بها، فيحنّوا اليها.. أما وقد صارت التماثيل، اليوم لا توحي للنفس بأدنى خاطر تعبد، فقد سقطت حرمتها، تماما... أكثر من ذلك!! فإنها قد صارت اليوم إنما تستخدم للتعبير عن القيم الجمالية، ولتمجيد عظماء الأمم – مما قد يحولها من جانب الحرام الى جانب الحلال المرغوب فيه .. وهذه النظرة التي تشغل مرحلية بعض أحكام الشريعة التي ارتبطت بالظروف التاريخية، وحكم الوقت، إنما تطبع سائر أفكار الشيخ البنا – كما رأينا في الجزء الأول من هذا الكتاب ذلك الجزء المتعلّق بالأخوان المسلمين في مجال الفكرة..
2/ الإسلوب الذي إتخذه الشيخ البنا في بيان حرمة التماثيل لتلميذه، بكسر عنق التمثال الذي أوضح تلميذه أنه يحتاج اليه في عمله، إنما يتسّم بالحدة، والشدة، مما يعوق أغراض التربية، والتسليك، كما يدل، دلالة واضحة، على إتجاه الشيخ البنا الى ترسيخ اسلوب العنف في نفوس تلاميذه.. ثم لماذا اتجه الشيخ البنا الى اسلوب (الحكمة والموعظة الحسنة..) مع المفتش الإنجليزي؟؟
هذه بعض مظاهر السلوك الفردي لشخصية مؤسس حركة الأخوان المسلمين.. كما رواها بنفسه، أو كما رواها عنه بعض أشياعه في مضمار تمجيد سيرته .. وهي وجدها كافية لتضع ايدينا على مفتاح هذه الشخصية، ولتمكننا من تتبع إنعكاسات سلوكها الفردي على حركة هذا التنظيم في جميع تطوراتها، في مصر، وفي السودان ... فروح الإرهاب، والعنف، وضعف عنصر التربية في تكوين شخصيات الدعاة، والتساهل في إتخاذ الورع من التوّرط في المخالفات، والمفارقات الأخلاقية – هذه المظاهر، جميعا، لازمت سلوك أفراد هذا التنظيم، ولازمت مواقف هذا التنظيم، في جميع تطورات الأحداث في مصر، وفي السودان.. وما نرى الا أنها قد جاءت من ظلال ألقتها القيادة الأولى لهذا التنظيم على أفراده..
هذه نبذة من ممارسات مرشد (الأخوان المسلمين)، ومؤسس دعوتهم.. وهي نبذة مبتسرة، ولا ريب، ولكنها، مع ذلك، شديدة الدلالة على تكوين تلك العقلية.. ونحن نوقن أن كل مفارقات، ومخالفات، تنظيم (الأخوان المسلمين) انما مردها الى هذه العقلية غير الناضجة... الى هذه العقلية يرجع ضعف الفكرة، وضعف السلوك، الذي منيت به دعوة (الأخوان المسلمين) في جميع أطوارها.. ولا عجب!! فأنت لا تجني من الشوك العنب!!