زعيم وهابي يرفض تسليف كتب دعوتهم خوف النقد!!
صورة قلمية لمقابلة اسماعيل محمد طاهر – حيث قابله وفد من الجمهوريين .. وهي مقابلة تعطي أنموذجا لتفكير وسلوك زعماء الوهابية:
في يوم 17/11/1976 ذهبنا لاسماعيل محمد طاهر، كرجل معروف من زعماء الدعوة الوهابية القدامي بالأبيض، وطلبنا منه تسليفنا بعض المراجع، كالرسائل الكبري، والفتاوي، لابن تيمية، وبعض مؤلفات محمد بن عبد الوهاب .. فقال أن الكتب موجودة، ولكنها في البيت، ودعانا لزيارته، مشكورا، لنختار منها ما نريد .. وقال ان الوقت المناسب زي الساعة الخامسة، وذهبنا اليه في الوقت المحدد، ولم يكن بالمنزل، فعدنا للدكان، وعلمنا أنه ذهب للمطار، وعدنا اليه في المنزل بعد المغرب، وأطلعنا علي دولاب كتبه، وقال أن الكتب التي أبحث عنها في منزل آخر، وأستلفنا منه تفسير ابن تيمية لبعض السور، وكتاب في شرح (كتاب التوحيد)، وكتاب التوحيد مؤلفه محمد بن عبد الوهاب، وحددنا غدا بعد الساعة الرابعة لزيارته للكتب الأخري .. وفي الصباح أعدنا اليه الكتب التي استلفناها، وجددنا معه الموعد .. وذهبنا اليه، وبعد أن قابلنا بمنزله، وأرسل الينا الاكرام، حضر وجلس معنا .. سألناه عن رسائل بن تيمية، فقال انتم الكتب دايرنها لي شنو؟، فقلنا لنطلع عليها .. فقال انه، من سرعة ارجاعنا للكتب، شعر أننا نبحث عن شيء لم نجده في تلك الكتب، فجئنا لهذه، وان هذه هي مكتبته الخاصة، ويمكن أن نبحث عن المراجع في المكتبات العامة .. فقلنا له نحن نريد الاطلاع علي مراجع دعوتكم، فهل في دعوتكم ما تدسه عنا ام انك ستعطينا فرصة الاطلاع؟ فقال الاطلاع لمن؟ أحسن نكون صريحين، انتم أتباع محمود محمد طه بعيدين عن الاسلام .. فقلنا له: نحن جئنا لنستلف كتبا، لنطلع علي دعوتكم، ولكن هذا الباب الذي فتحته قد يكون خيرا من أخذنا للكتب، فانت اذا كنت تعتقد اننا ضالين فقد حضرنا لك، في منزلك، فأهدنا، وأنت في آخر عمرك، واحوج ماتكون الي الرجوع الي الله، وقد تكون سائرا فيما أنت فيه بحسن نية، فأحسن نتراجع في هذا الأمر .. فقال: أنا دائما في حاجة الي الرجوع الي الله، ولا أقول أني بلغت غاية الهداية، وان الحق لا يتجزأ .. فقلنا له: لذلك اقترحنا عليك أن نتراجع .. فقال: هل أنتم الفرقة الناجية؟ فقلنا نعم .. ونرجو أن تطلع علي كتبنا .. فقال انه ليس لديه وقت يضيعه في العبث .. فأخبرته ألاّ يتعجل الحكم، وسيتضح له أن كل وقته ضيعه وراء السراب، وأن العبث هو ما كان فيه .. فقال نحن أقدر منكم علي السباب، وسنؤدبكم .. فقلنا له انت الذي قلت عن دعوتنا أنها عبث، وذلك أعطانا الاذن بأن نقول لك رأينا في دعوتكم، وهو قول نعنيه ونقصده، ولكنه لا يمنعنا من الاطلاع علي كتبكم، فنرجو أن تطلع علي كتبنا لتتبين الأمر .. قال أنتم ضالين .. فقلنا له هل هذا هو الأدب الذي تعنيه؟ فأحسن تقرأ كتبنا ثم تحكم .. فقال أقرأ شنو وأنتم تقولون أنكم تعرفون القرآن أكثر من النبي؟ فقلنا له هل قرأت هذا في كتبنا؟ اذن أنت بحاجة لأن ترجع لكتبنا، فقولك هذا بهتان، وافتراء يأكل الحسنات.. فقال استغفر الله .. وقلنا له سيتضح لك أمرنا، وسيجيؤك يوم، تذكر أن الدين قد جاءك في بيتك ورفضته، فقال دا عند الله في الآخرة؟ قلنا له: وهنا، اذا أمد الله في أيامك مباركات .. فقال: وقتها، سأجيء اليكم، لتهدوني .. فقلنا له: لا نهديك نحن، وانما يهديك الله، بأن يكشف الغمة، فتري الحق .. وأخبرناه بأنه اذا كان واثقا من دعوته، حقو يشكرنا علي بحثنا عن مراجع فكرتهم .. فكرر أنه لن يعطينا الكتب .. فقلنا له ونحن من جانبنا مستعدين لأن نعطي كتبنا، وهذا هو الفرق بين المحق والمبطل .. فقال انه فهم أننا نبحث عن أشياء لننتقده .. فقلنا له: ولماذا تخاف من النقد؟ فاستنكر أنه يخاف، ونفي ذلك .. فقلنا له نحن مستعدين لنحضر لك كل كتبنا، في محلك، لترد عليها .. فقال انه لا يريدها .. وأخذ يتهمنا في موضوع الصلاة .. فأخبرناه في كلمتين، عن صلاة الاصالة .. فأخذ يشتم .. فقلنا له: الاتجاه السليم أن تسأل عن صلاة الأصالة، أو ترد لينا علي رأينا، وتنقضه لنا، اذا كنت تعرفه .. فقال ما هي صلاة الأصالة؟ فقلنا له بيننا الآيات والأحاديث، ففي الحديث قال النبي الكريم (صلوا كما رأيتموني أصلي)، وهذه الرؤية في البداية تعني التقليد، ومحاكاة النبي، صلي الله عليه وسلم، في حركات الصلاة، وهذه رؤية البصر، وباتقان ذلك في النهايات تجيء رؤية البصيرة، فتكون الأسوة بالنبي الكريم، فكما رأيناه يصلي أصيلا، وليس مقلدا لأحد في صلاته، كذلك يطلب منا، في ذلك المستوي، أن نتأسي بالنبي الكريم في حاله، وحاله الأصالة، فنصلي أصلاء، كما كان النبي الكريم يصلي أصيلا، وهنا يكون السائر صاحب شريعة فردية، يأخذها من القرآن، وقد قال تعالي في ذلك: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) واصحاب الشرائع الفردية هؤلاء، هم أخوان النبي، صلي الله عليه وسلم، الذين أشتاق لهم .. فسأل مستنكرا: هل أنتم من الأخوان؟ وقال أن هذا الحديث أكبر من عقله .. فقلنا له لماذا اذن حكمت علينا قبل أن تسمعه؟ فقال يعني الواحد يكون في الانداية، ويقول انه واصل؟ فقلنا له لا تحرف كلامنا في حضورنا، فمن الذي قال لك ذلك؟ قال: الفي الانداية أخير منكم، لأنه عارف ضلاله .. فقلنا له أنت تقول عنا ذلك، ونحن الاثنين طلاب حق، وبيننا الكتاب والسنة، فبدلا من أن نضيع الوقت في التنابذ بالألقاب، أحسن نعرض عليك ما عندنا، أو تعرض علينا ما عندك .. فقال انه لا يريد ذلك، وان كتبنا ضلال .. فقلنا له كتبنا هي الاسلام، ولكنه غِباكم .. فقال الاسلام تعرفوا انت ويغباني نحن؟ وأخذ يتوعدنا بانه سيعنف بنا .. فقلنا له: خلاص، المعاك كملت؟ علمك كمل، بقيت علي دي؟ .. فقال أنتم بري من الاسلام .. فقلنا له: وهذا هو رأينا فيكم، ولكنه لا يمنعنا من أن نعطيكم الفرصة لتبرهنوا علي دعوتكم، وأنت قلت ان الحق لا يتجزأ، وأنه واحد، فاما ان يكون عندنا، أو عنكم، وما في سبيل لأن نجتمع علي الحق الواحد، الا اذا انفتحنا علي بعض، وتحاورنا، ولذلك نحن نطرح رأينا، ونسعي للتعرف علي رأي الآخرين.. فقال ما تتعبوا!! انتم دايرين تحاوروني، وترجعوني، بعد هذا العمر؟ .. فقلت له: وما المانع من ذلك؟ فقال أرجع لكم أنتم؟ فقلنا له وما المانع؟ أفي الأمر استكبار؟ فقال اني أرفض دعوتكم .. فقلنا له ولو كانت هي الحق؟ .. قال ولو كانت هي الحق! فقلنا له: هل هذا موقف ديني؟ فترفضها ولو كانت هي الحق؟ ونحن لا مانع لدينا من اتباع الحق اذا برهنت انه معك .. فقال بأن ادعو بالدعاء النبوي اللهم اهدني لما أختلف فيه من الحق .. الحديث .. فقلت له قد هدانا والحمد لله .. فقال وأنا هداني، والحمد لله، فأحسن ما تتعبوا أنفسكم!! أحسن اتفضلوا!! .. فقلنا له: ماذا تعني بقولك اتفضلوا؟ .. قال طردتكم!! فقلنا له هذه لا تناسبك .. فقال انه يعرف أكثر منا، لأنه أكبر منا عمرا .. قلنا له، ما لهذا جئنا، اننا جئنا لوجه الله تعالي، فخذ منا الحق، أو أعطنا اياه .. قال انتم لن تهتدوا الي يوم القيامة .. فقلنا له اذا كنت تعتقد اننا ضالين فكيف تحكم بأننا لن نهتدي، وانا نحب ان نقول حديثا فاسمعه، وهو أن دعوة الاستاذ محمود هي الاسلام، وان من بلغته، ولم يأخذ بهان فهو علي خطر في دينه .. فقال طيب عندما يتضح لي ذلك سأسعي اليكم ..
وأنهينا المقابلة عند هذا الحد .. ووقف أمام كرسيه لوداعنا فشددنا علي يده مودعين وتركناه واقفا ..
وكنا أثناء المحاورة معه عن تسليف الكتب أخبرناه أن رفض هذا، دينيا خطأ، فان كنت تظن ان في هذه الكتب علما فقد كتمته .. فقال العلم لمن؟ وقلنا له ان هذه الكتب كتب جماعة معينة، ولم نجدها في المكتبات، وقد تكون أنت أحضرتها من السعودية، فغضب عند ذكر السعودية، وقال انه اشتراها من المكتبات ..