الدعم الثقافي الخارجي
يبدو أن جماعة انصار السنة عندنا لم يبلغوا من التأهيل، والجرأة ان ينشروا سبهم للأولياء في مجلة، فأكتفوا بالكلام، ولكنهم يدعمون نشاطهم بمجلة جماعة (انصار السنة المحمدية) بمصر التي يكتب فيها كبار الدعاة من المصريين والسعوديين شخصيا، وكشأن الوهابية، حيث كانوا، فان هذه المجلة الشهرية متخصصة في الهجوم علي الأولياء وسلفنا الصالحين، ففي عددي جمادي الأولي، وجمادي الآخرة 1396 هـ، كتب الداعية الوهابي محمد جميل غازي، مسودا الصفحات من 25 الي 32 بالسخرية من السيد أحمد البدوي، وكان عنوان مقاله (السيد البدوي يطلب من الله ان يدخله النار) وتطفح المجلة كذلك بالهجوم علي الغزالي، جاء في عدد رجب (لقد أطلق أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي علي كتابه (احياء علوم الدين) هذا الاسم خداعا للمؤمنين، وتغطية علي ما يحتويه من أساليب الوثنية، والعقائد الجاهلية، أو جهلا بعلوم الدين) ويمضي المقال فينكر علي الغزالي قوله بتطهير النفوس (العلم بكيفية تصقيل هذه المرآة عن هذه القاذورات وبقدر ما يتجلي من القلب ويحاذي به شطر الحق تتلألأ فيه حقائقه)، وينكر علي الغزالي علم الباطن الذي يجيء ثمرة للتقوي، ويختم حديثه (فهذا هو احياء علوم الدين للغزالي وهو كما نري احياء لعلوم الالحاد والوثنية) .. ولولا التحامل الأعمي فان المقال لم يورد من كتاب الغزالي ما يبرر به من قريب، أو من بعيد، تهمة الوثنية، والالحاد وان العاقل ليعجب من مستوي هذه الخصومة الجاهلة الفاجرة، كيف يدعي من هبط اليها الدعوة الي الاسلام؟؟!
وفي عدد رمضان، يكتب الدكتور محمد جميل غازي، عن الشيخ أحمد التجاني باستخفاف غريب، وبسوء ظن واضح، حتي يتمحك ليتهم الشييخ التجاني بالتآمر علي بلاد المسلمين لحساب فرنسا فيقول:
("وهذه الكرامة الصوفية" تمسك بخناق الشيخ متلبسا بجريمة التآمر علي بلاد المسلمين لحساب فرنسا) والدكتور تلميذ لأنه قد قرأ هذا التطاول وهذه الوقاحة في كتب (الدعوة) فقد جاء في شرح كتاب التوحيد، والكتاب لمحمد بن عبد الوهاب، والشرح لحفيده عبد الرحمن، جاء في صفحة 179 (يعني أن المدعو غافل عن دعاء الداعي بما هو مشغول به في قبره من نعيم ان كان من المؤمنين الصالحين كالحسين وأبيه رضي الله عنهما او من عذاب أليم كالتجاني المشرك الخبيث وابن عربي الحاتمي أكبر الدعاة الي وحدة الوجود وابن الفارض وأشباهه ممن أتخذه الناس وليا معبودا لعظم ما بني عليه من القبة أو بالظنون واتباع الأهواء وهم كثير جدا بل أكثر أولئك الطواغيت منهم ومن أرباب الطرق الدجالين) – الطبعة السابعة سنة 1957 .. ومما ينكره الدكتور غازي علي الشيخ التجاني: (أما شيخ هذه الطريقة (وهو واحد من مشائخ الطرق) فان رائحة التآمر علي عقيدة المسلمين تفوح من كتبه المملؤة بالضلالات قال في كتابه (جواهر المعاني) (أن الكفار والمجرمين والفجرة والظلمة ممتثلون لأمر الله تعالي ليسوا بخارجين عن أمره). فهل يري الدكتور ان الانحرافات تتم بأمر شريك غير الله وهل يمكن أن تكون خارجة عن أمر الله وتتم مراغمة له تعالي، وهل يري داعية التوحيد أنه يمكن أن يتم في الوجود شيء بغير أمر الله أم أنه يري أن للشر الها غير الله؟؟
وهل هذا الداعية يقرأ القرآن: (واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها، ففسقوا فيها، فحق عليها القول، فدمرناها تدميرا)؟؟ .. وهذا مبحث كبير في أمر التسيير والتخيير، يمكن الرجوع بشأنه الي كتب الجمهوريين ...
هذه عينات من المجلة التي يتتلمذ عليها وهابية السودان، ويتعلمون منها التوحيد، وهذه عينات من علم، واتجاه، ومستوي أحد كبار الوهابية: الدكتور محمد جميل غازي .. ورغم كل ذلك، ولعله من أجل ذلك، فان جماعة الوهابية يستقدمون الدكتور غازي، ويحضرونه من مصر ليعلمنا التوحيد ويطهر بلدنا من الوثنية والقباب، كما يزعمون!!