عودة الروح للصوم والصلاة
فاذا اتضح لنا مما مضي في هذا الكتاب، قيمة الصوم، والصلاة، وارتباطهما، حتي لقد قال تعالي عنهما: (استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين) وقال عنهما النبي الكريم ((الصوم ضياء والصلاة نور)) اتضح لنا أن المسلمين اليوم لا يصومون، ولا يصلون ..
وانما هم من ثم حرموا من ضياء الصوم، ونور الصلاة، ومن نفعهما، وبركتهما العظيمة .. يظهر ذلك من استعراض حالة المسلمين في الصوم، وبعدها عن آداب الصوم، وعن روح الدين، وعن الجد والعزم المطلوب، في هذا الشهر خاصة .. ويظهر أيضا من سوء المعاملة، وسوء الأخلاق الذي نعيشه اليوم، ثم نزعم أننا مسلمون .. ولقد قال النبي الكريم ((انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) .. كما قال: ((الدين المعاملة)) فنحن الآن نصوم، ونزحم المساجد، ولكن حين نخرج منها، لا تجد عندنا المعاملة الاسلامية، ولا سبيل لاصلاح حال المسلمين، ليعيشوا دينهم الذي لا يوجد الآن الا في المصحف، الا اذا عادت الروح للعبادات – الا اذا عادت الروح للصوم، وللصلاة .. ولن تعود الروح للعبادات فتجددها الا اذا دخل فيها ((الفكر)) وحل محل العادة، التي نمارس بها العبادات الآن .. وعمل العادة هو الذي جعل عباداتنا عملا آليا لا روح فيه، ولا هدف منه، وقديما قال العارفون: ((آفة كل عبادة أن تصبح عادة)) والفكر هو سنة النبي الكريم التي قال عنها ان الاسلام سيعود بها ((بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبي للغرباء!! قالوا: من الغرباء يا رسول الله؟؟ قال الذين يحيون سنتي بعد اندثارها))