هذا الكتاب
((إن إثارة دعوة الاخوان الجمهوريين في الصحف المصرية قد كشفت لنا حقائق مؤسفة لا بد أن تواجه بالوضوح، وبالصدق. فالدين، والفكر، في مصر، يمرَّان بمحنة قاسية، والقوى السلفية هناك لم تكتف بعزل الدين عن الحياة، وتجريده من مضمونه الاجتماعي، وحسب، بل أخذت تجزئ الإسلام، وتقدمه كعقوبات، فقط، تطالب بتطبيقها... وهي بذلك تشوه الإسلام، وتقوم بدور الأصدقاء الذين رُزِئ بهم الإسلام أكثر مما نُكب بالأعداء..))
هذا الكتاب
((وإن كان بُعد المثقفين من الدين قد حرمهم من شرف تخليص الدين من تلك القوى الرجعية، ووضعه في مكانه الصحيح في خدمة الانسان، فأقل ما يمكن أن يساهموا به هو أن يلتزموا مبادئ الثقافة العامة في حرية الكلمة، وحق التعبير، واحترام الرأي المخالف. ولكنَّا وجدنا عجباً لم نكن نتوقعه في مصر! وجدنا بعض كبار المثقفين ممن بيدهم مؤسسات الصحف يتنصلون من مسئولية الثقافة وأمانتها! ويتنكرون لحرية التعبير! ويتراجعون إلى كل هذا المدى خوف إرهاب المشايخ! وفي مصر يقولون أن الرقيب قد خرج من دور الصحف منذ حركة مايو لسنة 1971!! ولكنا وجدنا في كبريات الصحف المصرية رقيباً آخر يعمل له المسئولون عن الصحف ألف حساب! وهم عند نشر أي مقال يتعلق بالدين لا ينظرون إلى محتواه، ولا ينطلقون من مسئوليتهم في التوعية، وإنما يفكرون في المشايخ، وكيف سيكون رأيهم فيما يُنشر!! كل هذه حقائق فوجئنا بها في معركة الفكر الجمهوري بالصحف المصرية..))