إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
الدجل والشعوذة في كتابات سعد أحمد سعد !! تعقيب (٢)
د. محمد محمد الأمين عبد الرازق
اعتاد السودانيون عند حدوث تداخل بينهم وبين الأرواح السفلية، أن يلجأوا إلى الشيوخ المشهود لهم بالصلاح، والكفاءة في طرد الأرواح والهيمنة عليها.. هذا واقع معروف في المجتمع السوداني، وكثيرا ما يخلط الناس بين الأمراض العصبية والنفسية، وبين تداخل تلك الأرواح، مما أعطى الفرصة للدجالين لاستغلال حاجة الناس لجمع المال، بل اتخذ بعضهم هذا المجال مهنة، وسأتعرض لمواجهة حاسمة نفذها الأستاذ محمود في هؤلاء الدجالين وكتب تفاصيلها بنفسه، وذلك فيما يلي من حلقات.. وفي مرة حدث تداخل مع روح سفلي أزعج أسرة سودانية، وكان يرمي بأواني المطبخ في بئر بيت الأدب، ويكسر أزيار الماء، وفي الليل يضايق الأطفال ويمنعهم النوم، وأحيانا يشعل النار في أشجار المنزل !! بحثت هذه الأسرة عن منقذ في أوساط شيوخ المتصوفة، ولكنها اهتدت بمعاونة بعض أقاربها من الجمهوريين، إلى الأستاذ محمود، وبلغته الشكوى.. ولم تكن هذه الشكوى هي الأولى فقد سبقتها شكاوى مماثلة، وعولجت بنفس الأسلوب..
أرسل الأستاذ محمود وفد من الأخوان الجمهوريين بقيادة الأخ الطيب محمد الحسن وهو من مدينة كوستي، وكانت الخطة أن يهدوا صاحب المنزل نسخة من كتاب طريق محمد بقلم الأستاذ محمود، وهو كتاب يصف السنة النبوية، بمنهج تقوم عليه عبادة الجمهوريين.. وأن يبلغوه وصية الأستاذ محمود بأن يطبق طريق محمد، ليتمكن من طرد مثل هذه الأرواح بنفسه إذا عاودته في المستقبل، وإذا لم يفعل ذلك فلن نتعاون معه مرة أخرى.. وكانت الخطة كالآتي: أن يرفع الآذان عند كل صلاة بالمنزل، وأن يصلي كل أعضاء الوفد موزعين على الغرف، وعند صلاة قيام الليل الفردية، يتناوب الأعضاء في الصلاة حتى لا تنقطع قراءة القرآن طيلة الليل، هذا بالإضافة إلى الإنشاد ألعرفاني في غير أوقات الصلاة.. ونفذ الوفد بدقة هذه البرنامج بدون خوف، وأثناء الليل فجأة سمعوا أبواب المنزل والشبابيك تضرب بلا فاعل ظاهر، ولم تكن هناك رياح يمكن أن ينسب لها هذا الفعل.. وعند الصبح وجدوا كتابة بالفحم على الحائط، محتواها " لم أقم بهذا الإزعاج من تلقاء نفسي وإنما كنت مكلفا من الفكي فلان الفلاني مقابل مبلغ من المال أخذ من فلانة !!".. ويقول الأستاذ هاشم فتح الرحمن عضو الوفد أنه لم يشاهد في حياته قط، خطا أقبح من خط هذا الشيطان !! وانتهت المشكلة باستيقان أصحاب المنزل بأن هذه الروح لم تعد بالمنزل..
هذا نموذج للمحاربة الفعالة للدجل والشعوذة، بإفساد فعاليتها وهزيمتها عمليا، ويقول الأستاذ محمود أن صمام الأمان ضد الأرواح السفلية هو تطبيق المنهاج النبوي بما فيه قيام الثلث الأخير من الليل.. فالتسلط على الناس من جانب الشيطان سببه الأساسي الغفلة عن الله، والقرآن حاسم إذ ورد فيه " إن كيد الشيطان كان ضعيفا "..
فيما يلي يمكن أن نستعرض، بعض مداخل الشيطان على الإنسان، وكلها مداخل متعلقة بضعف تطبيق تعاليم النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. وعندما نذكر أثناء ذلك حكايات من سلوك الأستاذ محمود لا نبغي إثبات خلو ساحته من الشياطين، وكأننا نرد على السيد سعد أحمد سعد، او الصحفي مصطفى أبو العزائم الذي تورط في نفس الهلكة، وسأورد ما كتبه بصحيفة آخر لحظة بتاريخ 1/8/2009م لاحقا.. فالأستاذ محمود أكبر من أن نثبت نظافة ساحته نحن، ولكننا إنما نرمي إلى توفير المعلومات للشعب السوداني حتى يعرف من أين يأخذ دينه من بين الدعوات التي تعج بها ساحة المجتمع.. جاء في الحديث: " دينك.. دينك يا ابن عمر !! لا يغرنك ما كان مني لأبويك، خذ ممن استقاموا ولا تأخذ ممن قالوا ".. لقد أهدى الأستاذ محمود أحد كتبه هكذا: إلى الشعب السوداني الذي لا تنقصه الأصالة، وإنما تنقصه المعلومات الوافية وقد تضافرت شتى العوامل لتحجبه عنها..
المدخل الأول: الكذب.. قال تعالى: (( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ؟ .. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ 223 )) [الشعراء :] "..
لقد اتضح من الحلقة الأولى، كيف مارس السيد سعد أحمد سعد الكذب الصراح، في حق الأستاذ محمود والجمهوريين، مع سبق الإصرار، وبذلك يجعل من نفسه بيئة مهيأة لتسكن فيها الأرواح السفلية ؟؟ على كل حال، نحن هنا نهدي إليه هذا البحث في مداخل الشيطان على الإنسان، حتى يتدارك أمره بالإقلاع عن هذه الصفة الذميمة التي تعتبر أكبر مدخل للشيطان على الإنسان..
أما شخصية الأستاذ محمود، فيكفي للتعرف عليها من هذا المدخل، أن نستمع إلى الأستاذ عبد العزيز شدو المحامي وهو يتحدث لصحيفة الصباحية بتاريخ 27/6/2000م:
السؤال: ما هي المناسبة التي تعرفت فيها على محمود محمد طه ؟؟
الإجابة: كنت في ذلك الوقت عام 1956م القاضي الجزئي بمدينة كوستي، وكان القاضي المقيم هندي الجنسية، يدعى مصطفى حسن.. وشاءت الظروف أن ألتقي بمحمود محمد طه في قضية تتعلق بمشروع زراعي .. ومن المعروف أن محمود كان مهندسا زراعيا، وقد طلبه أحد الأفراد لنظام متعلق بمشروع زراعي، فحضر محمود إلى المحكمة بوصفه شاهدا فقط، وهذه كانت المرة الأولى التي ألتقيه فيها..
سؤال: وما الذي دار في وقائع تلك القضية ؟؟
الإجابة: لقد أدهشتني شخصية محمود محمد طه القوية والمتماسكة، وما زاد دهشتي أكثر رفضه لأداء القسم، وطلب من المحكمة الموقرة أن تقبل أقواله من دون أن يؤدي اليمين، ورفض نهائيا أن يقسم على المصحف لأنه كان واثقا من نفسه، ومن أقواله وأنه لن يقول إلا الحق، فهو لا يخشى في قول الحقيقة لومة لائم..
سؤال: هل قبلت المحكمة شهادته بدون اليمين ؟؟
الجواب: الحقيقة لم استطع أن أفرض عليه أن يقسم على المصحف، وأن تكون شهادته بعد أداء القسم، وذلك لأني شعرت بأنه صادق، فخيرت الأطراف داخل المحكمة في أن يقبلوا أو يرفضوا، فوافقوا ، وأخذنا شهادته دون أداء القسم !! وحكمت القضية بأقوال محمود محمد طه بلا يمين، وبعدها تعمقت العلاقة بيني وبينه.. انتهى..
هذا نموذج لفعالية الصدق في معالجة قضايا المجتمع، لقد كانت هذه الحادثة أول سابقة قضائية تعتمد فيها شهادة شاهد بدون يمين.. والسبب المباشر الذي دفع القاضي لاعتماد الشهادة هو موافقة المتخاصمين ليقينهم التام بأن الأستاذ محمود لا يمكن أن يكذب، فهو على حالة قسم داخلي على الدوام وليس في حاجة للشكل.. فأين موقع صاحبنا سعد أحمد سعد من مثل هذه الروعة في المواقف !!؟؟
المدخل الثاني: ترك الصوم.. جاء في الحديث النبوي: " إن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالصوم ".. وورد في الحديث القدسي: " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به " وجاء أيضا: " الصوم ضياء والصلاة نور ".. إذن العبد الصوام، القوام ، لا يمكن أن يقترب منه شيطان، لأن مجاري الشيطان قد أغلقت بموالاة الصوم.. لقد كان الأستاذ محمود كثير الصيام، وكان إذا وجد واحدا من تلاميذه يقضي أياما فاتته في رمضان، فإنه يصوم معه على الفور جميع أيامه، وذلك لشدة محبته للصوم..
لقد سجن الأستاذ محمود مرتين في عام 1946م: الأولى بسبب إصداره منشوراً سياسياً، ضد الإنجليز، والثانية بسبب ثورة رفاعة ضد قانون منع الخفاض الفرعوني.. وكان الأستاذ محمود يتخذ من فترة السجن خلوة للعبادة، الصلاة والصوم.. وكان يصوم صيام المواصلة، النهار والليل لمدة سبعة أيام متتالية، فاعتبره المراقبون للأحداث مضرباً عن الطعام ، ونشرت الصحف متابعة لأيام الصيام المتتالية ..
ففي الرأي العام 24/10/1946م جاء في كلمة تحت عنوان (خواطر) ما يلي: (شاءت الحكومة أن تضع الأستاذ محمود محمد طه رئيس الحزب الجمهوري، في الدرجة الثالثة بالسجن حيث يلقى المعاملة التي يعامل بها حثالة المجرمين من أحقر طبقات المجتمع.. وكان أن صام الأستاذ محمود ، وأضرب عن تناول الطعام، والشراب منذ أربعة أيام، احتجاجاً على هذه المعاملة القاسية).. وفي نفس العدد: (بهذا اليوم أتم الأستاذ محمود رئيس الحزب الجمهوري السجين، ستة أيام من صيامه.. وقد أغلقت أمس أندية الخريجين في مدني، والأندية الرياضية، احتجاجاً على سوء معاملته.. وتتوالى برقيات الحزب الجمهوري والمواطنين على السلطات بالاحتجاج) .. هذا وقد صححت أسرة الأستاذ محمود الخبر بأن الأستاذ صائم، وليس مضرباً عن الطعام، عبر الخطاب الآتي من التوم محمد حمزه:
(حضرة رئيس تحرير الرأي العام .. بالإشارة إلى الخبر المنشور في صحيفتكم عن إضراب رئيس الحزب الجمهوري عن الطعام، أعرفكم أن الأستاذ محمود كان صائماً في اليوم الذي اعتقل فيه، و ليس مضرباً، وأنه قد افطر ليلاً.. وقد قابلت ضابط السجن بوصفي خالاً للمعتقل في يوم وصوله، وسمح لي بتقديم الطعام إليه في كل يوم ، ومن هذا يتضح أن الأستاذ لم يكن مضرباً عن الطعام كما نشر ، وختاماً تقبلوا سلامنا .. الرأي العام 5/11/1946م) ..
وفي لقاء لطلاب معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية بجامعة الخرطوم ، مع الأستاذ محمود بمنزله قال في الرد على سؤال حول ذلك السجن: (بدأ السجن في مدني .. ويلاحظ برضو أنو المحكمة كانت زي سجنتني في الدرجة الثالثة ، ما ذكرت معاملة خاصة .. في مدة الاحتجاز قبل السجن، كنت أعامل كسجين درجة ثانية، لكن المحكمة ما ذكرت التمييز دأ فكان الاتجاه انو أكون سجين درجة ثالثة.. بدأت بطبيعة الحال بنفس الأسلوب بتاعي، اللي هو الصيام الصمدي، فكان سبعة أيام ما في أكل ولا شراب، لا بالليل ولا بالنهار.. وكانوا يجيبوا الأكل بتاعهم يختوهُ، وبعدين يشيلوهُ ، ويجيبوا الوجبة البعده، والأخوان من بره يتكلموا عن الإضراب عن الطعام لسوء المعاملة.. هم الأخوان الجمهوريون عارفين أنو صيام.. بدت الحركة الثانية بالصورة دي، بعد السبعة يوم في اليوم الثامن عدلوا السجن إلى الدرجة الثانية.. سجن مدني ما فيه مكان لمساجين الدرجة الثانية.. استمريت زي ثلاثة شهور في سجن مدني .. فتقرر في الآخر أني أجي كوبر)..
تلك كانت تجربة الأستاذ محمود في الصيام الصمدي.. والصيام الصمدي معروف في السنة النبوية، فقد كان النبي الكريم عليه أفضل السلام وأتم التسليم، يصومه .. وعندما حاول الأصحاب أن يقلدوه فيه، منعهم فقالوا: إنا نراك تواصل يا رسول الله.. قال: إني لست كأحدكم فإني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني.. وبالطبع لا يطعمه خبزاً ولا يسقيه لبناً ، وإنما هي أنوار اليقين بالله ، فالحياة في الأساس ممدودة روحياً من الله.. ونحن نعلم أن صيام المواصلة وصل في بعض الأوقات خمسة عشر يوما متتالية، وأكثر وصل تسعة وعشرين يوما !! لكن أغلبه كان سبعة أيام..
المدخل الثالث: البخل.. قال تعالى: " الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة : 268]".. قوله " يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ " يعني يخوفكم عواقب البذل، فالشح والبخل من مداخل الشيطان على النفوس.. ولذلك فإن من يستجيب للشيطان، ويخزن المال بالرغم من الحاجة الماسة له عند الفقراء، فلا بد أن يطرد من حضرة الله، ويستبدل بآخر أكفأ منه في هذا الجانب.. قال تعالى في هذا المعنى: (( هَا أَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) ..
أما الأستاذ محمود فلم يكن يدخر رزق اليوم لغد، تأسيا بالنبي الكريم، وكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويعرف هذا الحقيقة كل من عايشه، خاصة سكان مدينة كوستي التي قضى فيها سنوات من عمله في مجال الهندسة الزراعية.. وأثناء إقامته في كوستي، زاره مرة، أخوه السيد أحمد محمد طه، ليقضي معه بعض الوقت، فلاحظ السيد أحمد كثرة السائلين من ذوي الحاجات المتنوعة، من نساء ودراويش وفقراء، ولا يكاد يبقى في يد الأسـتاذ قرش واحد عند نهاية اليوم !! لم يكن أحمد مرتاحا لهذا السلوك المحير، فأشفق على أخيه من الإفلاس إذ أن هذا الوضع المنفلت، حسب تحليله هو، سينتهي بصاحبه إلى نفس مصير هؤلاء الفقراء، وذلك لأن الدنيا غير مضمونة، ولأن الحديث وجه: ( لأن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يتكففون الناس) .. وفي قمة هذه الهواجس النفسية، أتى سائل فأعجبه راديو ماركة فيليبس الألمانية، كان أمام الأستاذ، فسأل الأستاذ الراديو بلا تردد، وعلى الفور أجيب سؤاله !! فحز في نفس أحمد هذا التصرف، لأنه فقد الراديو الوحيد الذي كان يؤانسه في فترة غياب الأستاذ الطويلة طيلة النهار، فخرج إلى سوق مدينة كوستي ليزور التجار من أقاربه من مدينته رفاعة.. وكان يبدأ بعد السلام، بسؤال: بالله عمرك شفت ليك راديو بيشحدوهُ ؟؟ ثم يذهب إلى آخر ويكرر نفس الموضوع: يا أخوانا حصل سمعتوا ليكم بي راديو شحدوه ؟؟ وعندما يجيبون بلا.. يرد: دأ حصل اليوم في بيت أخوي محمود !!
ثم عاد في المساء ليلتقي بالأستاذ لذي عودته من العمل، لكنه في الصباح الباكر عند مجلس شرب الشاي، حزم أمتعته، ولف عمامته وقال للأستاذ أنه على سفر !! فسأله الأستاذ: إلى أين ؟؟ أجاب: راجع رفاعة.. الأستاذ، لكن يا أحمد إنت ما عندك معانا أيام !؟ أجاب: والله يا محمود أخوي أنا خفت يجي واحد من الشحادين بتاعنك ديل، يقول ليك أديني أحمد أخوك دأ، تقول ليه شيلو !! نبقى في مشكلة ما حصلت في التاريخ !! فضحك الأستاذ كثيرا لهذا التفاعل النفسي الطريف..
المدخل الرابع: الفرار من الزحف.. قال تعالى)) إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ، إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ ، وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ ، إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ [آل عمران : 155] (( .. والمعنى واضح، فالشيطان يدفع الضعفاء للفرار يوم الزحف.. لقد شاهدنا كيف واجه الأستاذ محمود نظام مايو، بثبات حير جميع خلق الله، مؤيدين ومعارضين، وبدا مبتسما، وهو يقف على قمة المقصلة !! حتى إن الكاتب أسامة الخواض قال: لقد كتب الأستاذ محمود بهذا الموقف كتابه الأخير: " تعلموا كيف تموتون"..
يا ترى هل نحن بحاجة إلى الحديث حول هذا المدخل بعد الثبات الذي شاهدناه في وضح النهار بسجن كوبر يوم 18يناير 1985م!!؟؟
على كل حال يكفينا قولة عامل المقصلة: محمود صعد إلى المقصلة، كأنه ذاهب إلى بيته !!؟؟