إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
بروفسير محمد عمر بشير: إغتيال المفكرين ردة في التاريخ الإنساني إلي عصور التيه وظلام القرون الوسطى
جريدة الصحافة
١٣ يناير ١٩٨٦
أقيمت مساء أمس الأول بدار أساتذة جامعة الخرطوم الندوة الأولى ضمن الإحتفال بذكرى إغتيال الأستاذ محمود محمد طه .
وتحدث في بدايتها السيد أبوسن قطب الحزب الوطني الإتحادي ، مشيداً بفكر الأستاذ محمود محمد طه وقال أنه كان مفكراً ، وفيلسوفاً ، ورجل دولة .. لم يفرق بين المرأة والرجل في الحرية .. ودعا السيد أبوسن إلي تأصيل حرية الفكر في البلاد لأنها المدخل الطبيعي لحل المشاكل الإقتصادية والسياسية .
وتحدث في الندوة السيد الخاتم عدلان ممثل الحزب الشيوعي السوداني ، موضحاً أن تكريم الحقيقي للشهيد هو العمل يداً واحدة لإلغاء قوانين سبتمبر السائدة حتي الآن ، والتي يمكن أن تعود إلي الحياة بكليتها وأساليبها في أي لحظة ، وطالب بإلغاء الحكم الصادر في حق الشهيد وكل ما ترتب عليه ، وكشف قبره وإعادة دفنه كبطل وطني.
وتحدث في ختام الندوة السيد عوض الكريم موسى من الاخوان الجمهوريين موضحاً أن الإخوان المسلمين قد مثلوا أسوأ الإرهاب لتصفية الخصوم ، وأسوأ الصور لانتهاك حقوق الإنسان الدستورية وحكم القانون والقضاء . وعبر عن أسفه لأن السلطة الإنتقالية لم تعلن إدانتها السياسية لهذه الجريمة .
وكان البروفسير محمد عمر بشير رئيس المنظمة السودانية لحقوق الإنسان قد إفتتح مساء أمس المعرض المقام بدار أساتذة جامعة الخرطوم بهذه المناسبة ، حيث حيا في خطابه شهيد الفكر ، وذكرى استشهاده ، مشيراً إلي أن هذه الذكرى ، تعد دافعاً لترسيخ مبادئ العدالة والحقوق الأساسية ، وقال أن محمود لم يكن غير مفكر وهب حياته للسعي وراء الحقيقة بما يملك المفكر من أدوات المنطق والإقناع ، في زمن أصبح فيه الفكر جريمة ، يشنق بها مفكر عمره 76 عاماً .. ردّة في التاريخ الإنساني إلي عصور التيه و ظلام القرون الوسطى ، حيث المشنقة لمن ناصر الحق بعيداً عن بلاط الحاكم.
ويذكر أن المعرض يعبر عن شعارات إنتفاضة أبريل وحقوق الإنسان ، وقضية الكلمة والعيدة والفكر .