حمامة السلامِ رفرفي هنا واتخذى من المنصةِ الشماءِ مسكنا ومن حبالها معارجٌ يقودنا من ضيق ذاتنا الي رحاب ذاتنا فالحب والسلام قد تعانقا هنا لأن من احبهم بصادق المحبه فداهم راضيا فأحسنا ففاضت روحه هنا فلا تصدِّقي نعيق زمرة الطغاة فالكذِب عندهم مفاخر فكلهم هناك ماجن وفاجر ويعشقون القتل والتنكيل بالاطفال والحرائر وارضَهم مدنسٌ بالجبن والخنا منصةُ الاعدام شامخ هنا و فوقه الشهيد طاهر السرائر يشِعُّ بالسلام والمنى يضيئ كالسنا فلا مكان غير ساحة الشهيد طاهر فلا مجال غيره يطيب للخواطر ولا بِقاع غيرها تعمها البشائر فمن اراد غيره معاند مكابر فلن ينال غير حفنة من العنا لولاه ما عرفنا كيف نهدم الجدار وكيف نخرج المكنون من كنوزنا فأنت يا محمود من ارشدتنا فهل أردت غير طُهرنا ووصلنا؟ وأن تزيل الرينِ عن قلوبنا ؟ وحين فاض عجزنا وجهلنا واظلمت ذواتنا اتيت كي تقودنا الي مرافئ التوحيد لنحسن التجسيد والتقليد فنحن من يحتاج للتوحيد وليس غيرنا! فكنت هادى ركبنا مكارم القرآن بيننا لكنهم لايُبصرون كما الذى يلفه الظلام تعطلت عقولهم كسائب الانعام فلم يعوا جواهر الكلام فجائت الاقزام من جحورها وجمَّعوا حثالة القضاة وحاكم من اجهل الحكام واضمروا خيانة وغدر وقرروا الاعدام وفي الصباح صادق السفاح على وثيقة الاجرام بشاعة الختام لأبشع الحكام!! وحينما اتو يساوموك بقيت شامخا وعالي المقام فطأطأت رؤوسها الاقزام وفي منصة الاعدام وقفت تُلقى درسَك الاخير عن كيف تفضح الخواء والفريَّه وكيف تُرهب المنية علمتهم عن كيف يفعل الاحرار وكيف تُوهَبُ الحرية وكيف يُجزَل العطاءَ والعطية صبرت في التنكيل والأذيّة من أجل أن تمهِّد الطريق للذُرية ليعرفوا الثمن غلاوة الحرية لكي يقدسوا الحرية وقفت تلقى درسك الأخير عن اليقين والرِضا عن قادم وحاضر وما مضى عن فارس همام يجسد الثبات والاقدام فالويل للطغاة والاقزام يا ايها المحمود في المقام محمود ايها السلام محمود ايها الطهور محمود ايها الجسور بالامس ظلوا صامتين كالقبور واليوم يسرعون في الخطا إليك خاضعين فيمموا اليك طائعيين فكنت قبلة للناس فقد تركت بينهم نبراس واليوم قد تيقنوا بأنك الخلاص وانت من أزلت منطق الرصاص وانت من انار دربهم وانت من نبذت مبدأ القصاص بالامس قالوا عنك كافر مرتد وظلوا صامتين حين صادقوا عليك الحد وقيدوك بالحديد والمسد واليوم قد أتوا اليك طامعين في الشهد فليهنأوا به من والد الي ولد فأنت لاتريد منهم الحمد فانت من اقمت حاضرأ وغد وانت من ازلت حاجز القشور والزبد يا قدوة الاحرار وافر المدد فالمجد للاحرار ذاخراً بلا عدد والمجد للاحرار سرمدا الي الابد بقلم محمد عوض هلال ليلة الثالث من يناير2012 |