إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
تعقيب على الطيب مصطفى: عندما يتطاول الأقزام!! (٣-٣)
د. عمر القراي
تعقيب على الطيب مصطفى: عندما يتطاول الأقزام!! (3-3)
د. عمر القراي
وظف الطيب مصطفى، صحيفة الإنتباهة، للدعوة العنصرية السافرة، ودرج على تكرار القول بفصل الشمال عن الجنوب، وركز كثيراً على أن الجنوبيين لا يشبهون الشماليين، ولا علاقة بينهم.. وهو في كل ذلك، يستبطن أنه من أصول عربية، وهي أفضل من الأصول الزنجية، التي ينحدر منها الجنوبيون.. وانه مسلم، وهو بذلك، أفضل من المسيحيين والوثنيين .. وكل هذا فهم خاطئ في ميزان أصول الدين الإسلامي. ومع أن الشريعة الإسلامية، قد أعطت فضيلة للعرب على غيرهم من الأجناس، وأعطت فضيلة لقبيلة قريش على غيرها من قبائل العرب، وأعطت فضيلة للمسلمين على غيرهم من الملل ، فإن ذلك لم يكن مراد الدين بالاصالة، وإنما كان وضعاً مرحلياً، سببه تأثر التشريع بالمجتمع الجاهلي، الذي نزل عليه، والذي كانت فيه الحروب والغارات، عرفاً سائداً، وليس للفرد سند من قانون في ذلك المجتمع، مما أدى الى التعصب القبلي وكذلك جاء التركيز على فضيلة العرب وفضيلة الإسلام .
أما في أصل الدين-الذي دلّ عليه القرآن المكي في سائره- والذي يناسب عصرنا الحاضر، فالناس سواسية .. ولا فضل لعربي على غير العربي، فقد قال تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم "، وجاء في الحديث الشريف " كلكم لآدم وآدم من تراب" ، وجاء أيضاً " لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى" .. والتقوى ليست كثرة الصلاة والصيام، وإنما هي حسن الخلق، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "، وقال " الدين المعاملة". وليس في أصل الإسلام عبرة بأعراق العرب، فقد جاء في الحديث أن النبي عليه السلام، مر بسوق عكاز على رجل أجتمع عليه ملأ كثير. فقال صلى الله عليه وسلم : ما يقول هذا ؟ قالوا: يشرح أنساب العرب. فقال: علم لا ينفع وجهل لا يضر". فإذا كان الأستاذ باقان أموم رجلاً خلوقاً، لا يسئ لأحد، ويعامل كل السودانيين باحترام وتقدير، ولايرد في خطبه، ولقاءاته الصحفية، أي سباب أو سخرية، حتى من الذين يسئون اليه أمثال الطيب مصطفى، ثم إنه دائم الحرص على وحدة السودان، فإن الطيب مصطفى، لا يمكن أن يكون أفضل منه، بمنطق الدين نفسه، الذي يفترض ان يقدره الطيب ويرعاه.
وأما من حيث الإسلام، فإنه في الأصول، يقرر أن المعول الأساسي على الأيمان بالله والعمل الصالح، وهذا يمكن ان يتوفر للمسيحي، أكثر مما يتوفر للمسلم .. قال تعالى " إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" !! وحين إمتدح الله المسيحيين، في محكم تنزيله، إنما أمتدحهم لصدقهم في عبادتهم، وتواضعهم في معاملة الناس، فقال جل من قائل " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون" .. ولم يمنع قولهم بأنهم نصارى، أن يثبت لهم الله كمالات أخلاقهم، وأجرهم، وأمنهم وعدم حزنهم يوم الفزع الاكبر .. فإذا كان هذا هو المعيار، ألا يساوي باقان أموم، آلاف من مثل الطيب مصطفى الذي يتطاول عليه بمثل هذا المقال المتهافت ؟! أليس من الغفلة المستولية، والجهل بحقائق الدين، أن يظن الطيب مصطفى أنه سيدخل الجنة، وأن باقان سيدخل النار؟!
ولما كان الطيب مصطفى، متطرفاً في عدائه لباقان، فقد تطاول على الشيخ عبدالله، بن الشيخ عبد الباقي، بن الشيخ حمدالنيل العركي، سليل الأولياء الصالحين، العارفين، لأنه استقبل باقان في بقعته المباركة وأكرم مثواه !! يقول الطيب ( نعود لباقان المتيم بحب محمود محمد طه لأنه نقض عرى الإسلام وشن الحرب عليه ونحكي عن علاقته الحميمة بأزرق طيبة الذي تحدث الصحف والوثائق عن علاقته القديمة والمتجددة بالحزب الشيوعي السوداني وبالحركة الشعبية وكيف وشح أزرق طيبة باقان أموم شال الطريقة السمانية العركية وسماه بالشيخ وكيف اجتمع به لساعات وحكت الصحف عن تطابق وجهة نظر " الشيخين" وتكوين لجنة مشتركة للتنسيق حول القضايا السياسية الاستراتيجية !!) ( الإنتباهة 10/1/2010م) . ولعل حكومة الانقاذ كلها، حانقة على المواقف المشرفة، التي وقفها أزرق طيبة ضدهم، وعجزوا عن إغرائه، أو إرهابه، أو تحييده، كما فعلوا مع كثير من زعماء الطرق الصوفية .. ولكنهم لمكانة الرجل الروحية، وإرثه الديني الكبير، وصلاته الإجتماعية الواسعة، وقامته الوطنية السامقة، عند جماهير الشعب السوداني، لم يجرأوا على الإساءة إليه، أو وصفه بأنه " شيوعي"، لينفروا عنه أتباعه، ومريديه، وتركوا هذه المهمة " القذرة" للطيب مصطفى، فولغ فيها دون رشد. ولما كان الطيب مصطفى، يظن ان أزرق طيبة، يفهم الإسلام بضحالة كما يفهمه هو، فقد قام في باله، أن الرجل يجب أن يبعد باقان، ويتبرأ منه تطبيقاً لعقيدة ( البراء)، التي لا يتمسك بها اليوم الا بعض جهلة الفقهاء، وأعتمد عليها تيار الاسلام السياسي في تصفية خصوماته .. وفحواها أن المسلمين، يجب ان يتبرأوا من غير المسلمين، ومن الذين يخالفونهم الرأي داخل إطار الإسلام، ولو كانوا من ذوي قرباهم .. أما السادة الصوفية، رضوان الله عليهم، فقد فهموا الدين على انه تسامح ومحبة، فقالوا " محبة خلق الله أولى من الغيرة على دين الله، لأن الغيرة من الغيرية، ولا غيرية" !! فهل يفهم الطيب مصطفى هذا الكلام، دع عنك أن يطبقه ويعيشه ؟! والذي يجعلنا اليوم لا نطبق عقيدة (البراء) إنها ظل للجهاد بالسيف، والذي أقرته الشريعة، تمشياً مع مجتمع القرن السابع الميلادي، ومجاراة لعرفه في الحروب والغارات، وإن لم يدرك الفقهاء المعاصرين، ومهووسي الإسلام السياسي، مرحليته. أما أصل الدين الواجب التطبيق اليوم فهو حرية الإعتقاد، قال تعالى " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" .. والدعوة اليه يجب ان تكون بالحسنى قال تعالى " أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "، وقال " ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل اليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون". ولو لا أن الطيب مصطفى، منافق، لما طلب من أزرق طيبة عقيدة ( البراء)، وقبل من رئيس المؤتمر الوطني عقيدة (الولاء)، وهي موالاة غير المسلمين وعقد الصلح والاتفاق معهم، مما ترتب عليه القبول، بأن يكون زعيم الحركة الشعبية، هو النائب الأول لرئيس الجمهورية !! فهو يجيز لحزبه، قبول القائد سلفاكير، ولا يجيز لأزرق طيبة قبول باقان أموم، والتشاور معه، بشأن البلاد، فهل رأى الناس مثل هذا التدليس، الذي لا يبقي للمرء ديناً ولا يذر ؟!
ولما كان الطيب مصطفى، لا يتردد في الكذب، ويكذب كما يشرب الماء، ولا يحاسب نفسه، على ما يخطه قلمه، فقد قال ( بهذا المناسبة أود أن أذكر بان عدداً من الجمهوريين قد هاجر الى أمريكا بعد مصرع رسولهم وأحتضنه مركز الدراسات الأمريكية بل ان بعضهم عمل في الجيش الأمريكي وكان من بين القوات التي احتلت العراق!!) (المصدر السابق). ما أسم مركز الدراسات الذي أحتضن الجمهوريين؟! وهل درس أو عمل الجمهوريين جميعاً في أمريكا في مكان واحد ؟! وما هي أسماء الجمهوريين الذين عملوا في الجيش الامريكي، وما رتبهم العسكرية، في ذلك الجيش إن كنت من الصادقين ؟!
وفي تطاول بعيد عن الخلق، وعن العرف الصحفي، يهاجم الطيب مصطفى، في انزعاج شديد، الاستاذ ياسر عرمان، لأنه أصبح مرشح الحركة الشعبية لرئاسة الجمهورية ، ولو كان الرجل يؤمن بالديمقراطية، لاحترم أختيار الحركة الشعبية، وقبل بمرشحها، وإذا كان هذا المرشح، في رأيه لا يصلح، فإنه لن يكون منافساً قوياً ، لمرشح المؤتمر الوطني، فلماذا الحنق عليه، أن كان لا يمثل أي خطر؟! يقول الطيب مصطفى ( بربكم هل من استفزاز في الدنيا لأهل السودان الشمالي أكبر من أن ترشِّح الحركة الشعبية لتدمير السودان ياسر عرمان بكل تاريخه الملطَّخ بالعار وبالدماء والأشلاء لرئاسة جمهورية السودان؟! هل أكبر من أن ترشِّح شخصاً ليس جديراً بأن يحكم أفراد أسرته الصغيرة ليرأس شعب السودان الشمالي ويصبح رئيساً لجمهورية السودان؟!) (الإنتباهة 17/1/2010م) من الملطخ تاريخه بالدماء والأشلاء ؟! هل ياسر عرمان هو المسئول عن حرب الجنوب، وتحويلها الى حرب دينية، وتصعيدها في وسائل الإعلام، وحفز الشباب بأكاذيب الملائكة التي تقاتل معهم، والحور العين اللاتي ينتظرنهم ؟! وهل ياسر عرمان هو المسئول عن القتل، والنزوح، واللجوء، الذي حدث لأهل دارفور؟! وينحدرالطيب مصطفى الى درك لا يؤهله حتى للعمل الصحفي، فيقول ( تمعنتُ وأنا أسمع النبأ العظيم، تأملتُ في الحديث الشريف عن علامات الساعة التي يرى الناس فيها ما يعجز المنطق عن قبول حدوثه.. أن تلد الأمة ربَّها بمعنى أن تصبح البنت سيدة لأمها وأن ترى الحفاة العُراة من أصحاب بيوت الشعر يتطاولون في البنيان ويُقيمون ناطحات السحاب لكني ... والله أرى ذلك أخف وأيسر من أن يُرشح عرمان لعضوية مجلس تشريعي في محلية مغمورة خاملة الذكر في ركن قصي من السودان بل إني لأجزم بأن عرمان الذي أعلم حقيقته ليس حفيظاً على أسرته الصغيرة المكوَّنة من زوجته وأطفاله ولو كنا في عهد الراشدين لانتُزعوا منه ووُضعوا في محضن آخر لأن ذلك خيرٌ من أن ينشأوا في منبت السوء تحت رعاية عرمان)( المصدر السابق). لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم علامات الساعة، ولكن الطيب مصطفى لشدة كراهيته لياسر، لم يقبل هذه العلامات، وأقترح، أنه من الأفضل، أن يضاف لها ترشيح ياسر لرئاسة الجمهورية، لأنه أصعب من ما ذكر النبي الكريم !! فهل رأى الناس مثل هذه الجهالة الجهلاء، والغي الموفي بأهله الى النار ؟! ولقد كان ياسر مسئولاً داخل الحركة الشعبية، في حربها وسلامها، فأين كان الطيب مصطفى، وماذا عمل للسودان، قبل أن تأتي الإنقاذ، وتقلده المناصب، التي ما كانت كفاءته الطبيعية، تؤهله مثله لأمثالها ؟؟ ثم ما الداعي للزج بالاسر الكريمة، في الخلاف الفكري والسياسي، أليس هذا من فجور الخصومة، وهو من علامات النفاق ؟! فقد جاء في الحديث أن آيات المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر.
وفي تطاول على الكاتب الصحفي، النابه، والمثقف المنافح عن الحرية، وحقوق الإنسان، الاستاذ الحاج وراق، الذي كان يفترض أن يحترمه الطيب كزميل، ويتعلم منه المهنة، يقول الطيب مصطفى ( نسيت أن أقول أن الحاج وراق كان هو من أدار المؤتمر الصحفي ولم استغرب ذلك لأن الطيور على أشكالها تقع فالرجل الذي وضع صورة تمثال الحرية المنصوب في واجهة مدينة نيويورك على غلاف كتابه والذي دعي لزيارة أمريكا وسافر ونزل ضيفاً على وزارة الخارجية الأمريكية في وقت تشدد فيه الحصار على السودان الشمالي وعلى الشرفاء في كل مكان وتضيق فيه الخناق على شعب فلسطين .. مثل هذا الرجل جدير والله بأن يتولى "شرف" إدارة المؤتمر الصحفي لمركز الهالك محمود محمد طه وهكذا " يتلم" التعيس على خائب الرجا ) ( الانتباهة 10/1/2010م). لقد كتب الاستاذ الحاج وراق كتاباً عن الديمقراطية، فما هي الصورة التي يريده الطيب مصطفى أن يضعها على غلافه، هل يضع صورة "بيت أشباح " ؟! ثم ما العيب في ان يزور الحاج وراق أمريكا، وهل يعد هذا تعاون مع أمريكا، أم أن التعاون هو ما يجري في الناحية الأمنية، ويقوده قادة الطيب مصطفى في المؤتمر الوطني؟! كتب الصحفي الأمريكي كين سلفرستين ، ما ترجمته ( مؤخراً نحو سبتمبر الماضي اتهم وزير الخارجية الأمريكية السابق كولن باول السودان بارتكاب إبادة جماعية في حربه ضد جيش متمردي دارفور في الغرب. وحذرت الإدارة من ان سلوك هذا القطر الافريقي يمثل تهديداً فوق العادة للأمن القومي الامريكي . ومن وراء الستار _ مهما يكن من شئ _ برز السودان بوصفه حليفاً ذو قيمة تثير الدهشة. العلاقة الحذرة أثمرت نتائج مهمة ، وفقاً لمقابلات مع مسؤولين حكوميين واستخباراتيين أمريكيين وسودانيين . لقد كشفوا لنا النقاب على سبيل المثال عن :
* المخابرات السودانية _ وفقاً لرؤية المخابرات الامريكية _ اعتقلت مشتبهين من القاعدة للتحقيق معهم بواسطة عملاء أمريكيين .
* وكالة الاستخبارات السودانية استحوذت على أدلة وقدمتها للمخابرات الأمريكية الداخلية إكتشفتها لدى مداهمتها لمنازل ارهابيين مشتبهين ومن بين الأدلة جوازات سفر مزورة .
* السودان ابعدت متطرفين وسلمتهم لمخابرات عربية لها علاقة وثيقة مع المخابرات المركزية
.CIA الامريكية
* للسودان الفضل في احباط هجمات ضد أهداف امريكية وذلك – ضمن اشياء اخرى – باعتقال متطرفين اجانب كانوا يعبرون السودان للانضمام الى المقاومة العراقية .
* السودان اعطانا معلومات دقيقة ومهمة ومفيدة وراهنة وفقاً لما قاله مسئول الشئون الاستخباراتية مع السودان بشرط أن يبقى ذلك طي الكتمان . مقراً بان المخابرات السودانية قد تصبح في قمة صفوف شركاء المخابرات الأمريكية المركزية .) ( لوس انجلز تايمز 29/4/2005 م) . في إطار هذا التعاون المشترك، سلم أخوان الطيب مصطفى أخوانهم في الدين والوطن، ليحاكموا في بلد أجنبي !! فقد جاء ( مصادر أمريكية وسودانية أكدت ان حكومة البشير سلمت ارهابيين مشتبهين لمخابرات دول عربية أخرى شملت المخابرات المصرية ، السعودية ، والليبية ... ومن بين الذين سلموا للسعودية مشتبه سوداني الجنسية يدعى أبو حذيفة متهم بانتمائه للقاعدة ) (المصدر السابق) . فلماذا لم ينتقد الطيب مصطفى حزبه، على هذا التعاون، الذي يبلغ حد الإنبطاح لأمريكا، ويهاجم الأستاذ الحاج لمجرد زيارتها ؟! وإذا كانت أمريكا تضيق الخناق على السودان الشمالي، وعلى الفلسطينيين، كما ذكر الطيب، فلماذا لا يحاربها الطيب مصطفى وقبيله، حتى يحققوا هتافهم، الذي أزعجوا به الناس كثيراً ( أمريكا روسيا قد دنى عذابها عليّ إن لاقيتها ضرابها )!!
ولئن تطاول الطيب مصطفى على الأستاذ محمود، و على الاستاذة أسماء محمود، وعلى الشيخ عبد الله العركي، وعلى الاستاذ باقان أموم، وعلى الأستاذ ياسر عرمان، وعلى الاستاذ الحاج وراق، وهو يجهل ضآلة قدره بجانبهم، فإن كل ذلك، قد يعد من باب التطرف في الخلاف الفكري، ولكن الأمر الذي يدل على مدى بعد الرجل، أن يتطاول على شيخه، واستاذه، ومرشده د. حسن الترابي، ويقول (بالله عليكم هل كنتم تتخيلون في يوم من الايام أن ينحاز الترابي الى هذا المعسكر الذي طالما حاربه بالقلم والسنان أستسلاماً لمراراته الشيطانية ؟!) (الانتباهة 10/1/2010م). فالمرشد نفسه، حين أختلف مع تلاميذه، حول السلطة والثروة، أصبح عند الطيب مصطفى، مستسلماً للشيطان!! والطيب مصطفى، لجهله بحقائق الدين، وقصر خياله، لم يكن يتخيل إن هذا يمكن أن يحدث في يوم من الأيام .. مع النبي صلى الله عليه وسلم، على كماله، كان يقول في دعائه " اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي على دينك"، فهو لعظم معرفته، لا يأمن مكر الله، ويخشى ان تجري عليه الإرادة، بما يغير قلبه. ومن يدري ؟! فقد يكون الله قد استنقذ الترابي، من الطيب مصطفى وقبيله، فهو على أي حال، منذ أن فارق هذه الجماعة السيئة ، لم يسئ للناس كما يفعلون .