إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..

الأستاذ محمود محمد طه - كتاب (لا إله إلا الله)

menu search

الإسلام برسالته الأولى لا يصلح لإنسانية القرن العشرين


الزكاة ليست الكلمة الأخيرة


قد تلقاه صلاي، وصوام، وحجاج، لكن شوفه في المال، .. دا المحك الصادق، ودا الاختلاف هنا. هنا نحن شريعتنا في الزكاة ذات المقادير، ما هي الكلمة الأخيرة العايزه الإسلام، النقطة دي، أحب أن تكون اضحة، الزكاة ذات المقادير ما هي الكلمة الأخيرة العايزه الإسلام، إلا لأنه أضطر لتقريرها لملابسة الزمن، والمجتمع البشري في القرن السابع .. بعدين نبينا بلغ تبليغ دقيق، وجيد، في الأمر دا. قال:- ((الصدقة أوساخ الناس)). الصدقة هي الزكاة – والزكاة المعروفة بمقاديرها، قال: - ((الصدقة أوساخ الناس، وهي لاتجوز لمحمد، ولا لآل محمد .. كأنه عايز يقول أنو عندما تستطيع أنت أن تعف عن أن تحل مشكلتك بأوساخ الناس، وجب عليك أن تعف، لأنو العزة للمؤمن. فكأنما ما كانت مشروعة لتحل مشاكل المجتمع الماضي، في القرن السابع، إلا لأنو ما كان في أفضل منها. هو قال، ما بتجوز لمحمد ولا لآل محمد. التبليغ هنا، انك عندما تستطيع أن تعف، يجب أن تعف، نحن هنا في المجتمع الحاضر، نعيش في مجتمع بشري، صارع في مدي الأربعة عشر قرن ليصل لتقرير حقيقة إنسانية كبيرة، هي ما سميت بالإشتراكية .. الإشتراكية معناها أنو الفقير ليهو حق، موش صدقة. بايجاز: الإشتراكية تعني انك انت ليك حق، وأنا لي حق – موش انت ليك حق، وانا لي صدقة. دا معنى تبليغه بأنو ينفر من الصدقة، ويسميها ((أوساخ الناس)) .. أوساخ الناس موش تشبيه، دي الحقيقة .. الواحد لو اتصورها فعلا، ينفر منها، يعني زي الإنسان اللي جاب ليهو طش، وجاب موية في جردل أغتسل في الطش دا. ما ممكن أن تطيق نفسه أن يشرب موية بروده، خلي عن أن يشربها واحد غيره. هنا المال بيغسل النفس من الشح، زي ما غسلت الموية، الجسد من الأوضار اللي فيه. ولذلك في تقزز إنساني فعلا منها، إلا لمضطر .. فاذا كنت أنت تري أنو الدين بسوق الناس إلى باحات الحرية والعزة، لا يمكن أن تفتكر أنو آخر ما عندو أن يحل مشاكل الناس بالصدقة. لكن دي شريعة مرحلية. الشريعة المرحلية هو عاوز يطورها - يعني يبلغ بيها مرحلة يكون للفقير حق، موش صدقة.

الإشتراكية والرأسمالية


اذا كانت الإشتراكية جات في مجتمع القرن العشرين، بفضل الله، ثم بفضل الصراع المستمر بين الطبقات – المستغلين ضد المستغلين – لغاية ما أصبحت هسع الإشتراكية هي ما يتكلم بيه كل الناس، حتي الما بعنيها بدعيها، لأنو لو اتكلم عن الرأسمالية يصبح رجعي – يصبح محتقر بين الناس – ولا يمكن انو أي إنسان مثقف، يقف في مجتمع يقول:- ((والله النظام الرأسمالي أحسن من النظام الإشتراكي)) .. ما بقولها حتي ولو بينكرها في حقيقة نفسه، ولو انتو بتتذكروا، بعد اكتوبر، كل أحزابنا – البتعني والما بتعني – قالت انها إشتراكية ديمقراطية .. لأنو الإشتراكية في الجو .. لأنو المجتمع البشري بالمعارضة المستمرة، وصل إلى أن يكون للفقير حق، بالنزاع المستمر .. فهنا مسألة الإشتراكية، والديمقراطية، موش مسألة تقدير .. برضه – أقصد الإشتراكية والرأسمالية – موش مسألة تقدير، ولا مسألة نختلف فيها أنا وياك. في زي مشاكل البشرية في التراث الهسع نحن بينداوله بين أيدينا، دراسة إقتصادية دقيقة لتعريف الإشتراكية، هي شنو، والرأسمالية، هي شنو، حتي الواحد يستطيع أن يقول: التعريفات دي بقت علمية، وهذبت عباراتها، حتي أصبحت زي 2+2 تساوي 4، الناس اتفقوا عليها. قالوا:- النظام الراسمالي: هو أي نظام إقتصادي، يملّك أي وسيلة، من وسايل الانتاج للفرد الواحد، أو الأفراد القليلين .. دا تعريف - بايجاز. أي نظام إقتصادي، في أي بلد، إذا فيهو وسيلة الانتاج يملكها إنسان واحد، أو شركة، دا نظام رأسمالي – يكون ما يكون عنو بعد داك من السماحة – لكنو هو نظام رأسمالي ..
الإشتراكية برضو معرّفة تعريف دقيق: هي النظام اليقوم علي تمليك وسائل الانتاج للجماعة كلهم، محاولة استغلال موارد الثروة، ووسائل الثروة، لتنتج انتاجيات كبيرة، ثم النظام يعدل في التوزيع – تنمية الانتاج من موارد الانتاج وعدالة التوزيع دا نظام إشتراكي. وعدالة التوزيع معناها، أن يكون لكل إنسان حق. الفقير والعاجز، والعجوز، في المجتمع الإشتراكي ليهو حق مكفول بالنظام، دا هو النظام الإشتراكي ..