إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
قصائد كتبها بعض الشعراء لتمجيد مواقف الأستاذ محمود محمد طه
محمود محمد طه
للشاعر محمد المهدي المجذوب - رحمه الله
أكتوبر 1946
(من ديوان "منابر")
في حانة الاحزاب راقصةً وطنى متي يصحو من الخَبَلِ
يصغي الى خبر يصيح بهِ من زوج القمراءِ للجُعَلِ
المجلسان علي شفاء جدلٍ ومصارعُ الأوطان في الجدلِ
يستسقيان علي يدىْ وثَنٍ متعبدٍ لإلهةِ المَحَلِ
إنى لأعجبُ من نُهى رجُلٍ يرضى المَهانةَََ من يَدَىْ رجُلِ
أتلومهم عُبَاد مصلحةٍ صماءَ عاريةً بلا خجلِ
هامو بجارتنا يسخرها تاجٌ رمي الأهرامَ بالوحَلِ
أقصى عِرابيأً وغرً به وأذلً سيف الشاعر البطلِ
خدع الزبيرَ علي مروءتهِ ذا غارةٍ عربية فُضُلِ
وفدٌ وما سنار تعرفهُ صفرا من الأحرار والمُثُلِ
ما وحدةٌ والسيفُ ذو خبرٍ وأبا وبغىُ الترك في جَعَلِ
رحلوا بلا شعب قضيتُهُ بقيت هنا تبكي علي طللِ
كذبوا علي الوادي فما عقدت كفاه بين الذئب والحملِ
أتعجلوا وفداً فهل علموا في مصر كيف عواقب العَجَلِ
اتخيروا الألقابَ راضية عدلَ الظلومِ وذلةَ الوكِلِ
بوركتَ يا محمودُ مبتدراً يلقى الجليل بهمةٍ جَلَلِ
محمودُ هات الفجرَ وامح به ليلاً اليه الشمسُ لم تصلِ
خمسون يمسخ حكمُها وطناً بثقافةِ الأوغادِ و السِفَلِ
إن زال غردونٌ وأعقبهُ عبدانُه فالسيفِ لم يزُلِ
عدنا الي شيكان رايتُها تختال فى أمجادها الأولِ
أدراعُها الأمهارُ مُرسِلَةً أعَرافها بدريةَ الشُعَلِ
محمود عهدك فى يدى وفمى حريتى تختارَ لي أجلى
ما السجن يردع فكرةً وثبت ضوءاً يدك مناكب الحبلِ
الحر أنت ومن سواكَ لها حريةً نبويةَ المُثُلِ
الشعب أطلع شمسها بذلت أضواءها بالحب والعملِ
تُلقى علي النيلين أجنحةً رَيا البقاء جديدة الأزلِ
وأنا الفتى ما الشعرُ أكتبهُ إلا مع التاريخِ والأملِ