إن الرجل الحر حرية فردية مطلقة هو ذلك الرجل الذي يفكر كما يريد، ويقول كما يفكر، ويعمل كما يقول، على شرط واحد هو أن يكون كل عمله خيرا، وبرا، واخلاصا، وسلاما، مع الناس..
(ورحمتي وسعت كل شئ)، إنما تعني: أن كل مخلوق مرحوم .. وأن كل من دخل النار، بما في ذلك إبليس، لايعذب انتقاما، تعالى الله عن ذلك، وإنما يعذب رحمة، وحكمة .. والحكمة تتجه إلى أن تجعل العذاب فرصة للتعلم .. والعلم، ههنا، هو معرفة الله، ومعرفة الله تطفئ النار الحسية، والنار المعنوية، وتتداعى بصاحبها إلى الجنة .. والخلق، في الخروج من النار، يتفاوتون في الميقات، حتى إذا خرج آخر من يخرج، وهو إبليس، أكلت النار بعضها، وفنيت، وانتهت، وصار الأمر كله إلى الجنة ..
محمود محمد طه
كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري"